[frame="7 10"][frame="7 80"][align=center]قُولــي لَهُــم مــا يَكْرَهُــون!![/align][/frame]
[frame="7 80"][align=center]*شعر: هــلال الفــارع[/align][/frame]
[align=center]قُولي لهمْ ما يَكرهُونَ سَماعَهُ،
قُولي لهمْ ما يَكرَهُونْ
قُولي لهم:
في البَدْءِ صافَحَني
وَتَنَقَّلَتْ عَيْنَاهُ في أُفُقي تُحاصِرُني
وَدَنا قَليلاً،
ثُمَّ شاغَلَني
وَدَنا .. فَخَاصَرَني
حاوَلْتُ.. كم حاوَلْتُ أنْ أثنيهِ،
إلاَّ أنَّهُ غَالى.. فَعانَقَني
قولي لهم:
ماذا أَقولُ، وقد وجّدتُ بِأَنَّهُ
- مِنْ قبلِ أنْ أَلْقاهُ -
بينَ يَدَيْهِ عَنْوَنَنِي؟!!
***
قُولي لهمْ ما يَكرهُونَ،
ولا تَخافي مِنْ حَرَجْ:
شيءٌ كَطَعْمِ النَّارِ في روحِي عَرَجْ
وَكَأَنَّ قَلبي دَقَّ أَبوابَ الحياةِ بِشِدَّةٍ،
فَتَفَتَّحَتْ،
وبِلَحْظَةٍ،
وَبِخِفَّةٍ،
وَبِدونِ أنْ أدري... خَرَجْ!
***
قُولي لهمْ ما يَكرهُونَ،
وَشَيِّعِي الْخَبَرَ الأَكيدْ
قُولي لهم:
إِنِّي أَنا في قَلْبِهِ الحُبُّ الوَحيدْ
وَأَنا التي أَصْبَحْتُ مُلْهِمَةَ القصيدْ
وَحَرارَةَ النَارِ الأَكُولَةِ،
وارتِجافاتِ الْجَلِيدْ
وَأَنا النُّعاسُ بِمِقْلَتَيْهِ،
أَنا بِها الأَرَقُ العَنيدْ
وَأَنا القريبُ، أَنا البَعيدْ
وَأَريهُمُو كُلَّ التَّصاويرِ التي
صَنَعَتْ لهذا الكونِ عِيدْ
وارْوي لَهُمْ نَبَأَ ابْتِسامَتِكِ التي
وَضَعَتْ لِشِعْرِ العِشْقِ قامُوسًا جَديدْ
قُولي لهم:
إِنِّي أنا بِخَيالِهِ الأُفُقُ المَديدْ
وبِروحِهِ رُوحُ الحَياةِ،
أَنا دَمٌ.. وَأَنا وَرِيدْ!!
***

قُولي لهمْ ما يَكرهُونَ،
وَحَرِّكِي فيهِمْ مَفاتيحَ الْمَواجِعْ
وَضَعِي يَدَيْكِ عَلَى يَدَيْكِ:
كَذا تَعَانَقَتِ الأَصابِعْ
وَكَذا تَحاوَرَتِ العُيونُ،
فَدَغْدَغَتْ أَلَمَ الْمَرِابِعْ
وَاحْكِي لَهُمْ عَنْ قِصَّةِ النَّجْوى التي
ازْدانَتْ بِها حُلَلُ الْمَواقِعْ
قُولي لَهُمْ:
كادَتْ رِمالُ الأَرْضِ تَتْبَعُنا،
وَتَخْرُجُ عَنْ رَتَابَتِها الشَّوارِعْ!!
***

قُولي لهمْ ما يَكرهُونَ،
وَرَاوِحِي بينَ الحَقيقَةِ والْخَيالْ
وَاعْطِي لِسانَكِ حَقَّهُ،
في نَثْرِ أَسْرارِ الْجَمالْ
وَتَلاثَغِي في كُلِّ حَرْفٍ،
وَاسْرُدي ما شِئْتِ مِنْ عِشْقٍ،
وَتِيهي في دلالْ
قُولي لَهُم:
إِنَّا بَنَيْنا حُبَّنا بينَ النُّجُومِ،
فَكانَ عَرْشًا،
رَغْمَ إِصْرارِ المُحالْ!!
***
قُولي لهمْ ما يَكرهُونَ سَماعَهُ:
القلبُ سُكْنَاهُ
وَهَواهُ سَيْفٌ،
غِمْدُهُ في خَافِقي،
واللَّحْظُ حَدَّهُ
قُولي لهمْ:
يا لَلْهَوى،
سَيْفٌ يَنَامُ بِمُهْجَتِي،
وَأَقولُ أَهْواهُ!
قولي لهمْ:
رَبَّاهُ.. كم هوَ عاشِقٌ لِلحُسْنِ رَبَّاهُ!
لَمْ يُبْقِ فِيَّ غَريزَةً،
إِلاَّ وَأَيْقَظَها بِنَجْواهُ
وَتَخَطَّفَتْ حُسْنِي بِلا إِذْنٍ،
وَذابَتْ فيهِ عَيْنَاهُ
وَتَفَرْعَنَتْ في لَهْفَةٍ في الصَّدْرِ كَفَّاهُ
قُولي لهم:
كَمْ طَوَّحَتْ روحي،
عليهِ وعَنْهُ.. يُمْناهُ
فَخَرَجْتُ مِنْ دُنْيايَ عاشِقَةً لِدُنْياهُ
قولي لهم،
وَتَمَزَّقي شَوْقًا إِلَيَّ:
..... مَتى سَأَلْقاهُ؟!!
[/align] [/frame]