[frame="7 10"][frame="7 80"][align=center]قُولــي لَهُــم مــا يَشْتَهُــون!![/align][/frame]
[frame="7 80"][align=center]*شعر: هــلال الفــارع[/align][/frame]
[align=center]قولي لهم ما يَشْتَهُونَ سَماعَهُ،
قولي لهم ما يشتهونْ
وَصِفي لَهُمْ وَجَعَ الهَوَى في وجْنَتَيْكِ،
وفي العُيونْ
بوحي لهم بالنَّارِ تأكُلُ جانِحيكِ،
وبالتَّنَهُّدِ والتَّمَرُّدِ والمُجُونْ
قولي لهم:
كُنَّا – وقد نالَ الهَوى مِنَّا –
على وَشْكِ الجُنونْ!
***
قولي لهم ما يشتَهونَ،
ونَفِّضي بِيديْكِ، ثمَّ تَنَهَّدي:
ما كانَ أروَعَهُ لِقاءْ!
كُنَّا كَعُصفورينِ يَفْتَرِشانِ أَغْصانَ الحياةِ،
ويملآنِ الأَيْكَ زقزقةً.. وماءْ
كُنَّا كَنَجْمَيْنِ استراحَا خِلْسَةً،
وَتَوَسَّدا خَدَّ السَّماءْ
قولي لهم:
كُناَّ إذا ماتَ الحديثُ على الشِّفاهِ،
تَجاذَبََتْ أَرواحُنا لُغَةَ الغِناءْ!
***
قولي لهمْ ما يشتهونَ سَماعَهُ:
كُنَّا معًا كجديلَةٍ شقراءَ،
تلهَثُ فوقَ صدرِ الشَّمْسْ
كِدْنا نَكونُ عنِ التَّلاشي قابَ قوسٍ واحدٍ،
- وَإِذا أردْتِ –
فَنِصْفَ نِصْفِ القوْسْ.
قولي لهم:
ذابَ الزَّمانُ بِكَأْسِنا،
وَأَذابَنا في الكَأْسْ
وَأَسالَنا شَهْدًا شَهِيًّا في لَهيبِ الهَمْسْ،
وَمِنَ السَّماءِ تَرَجَّلَتْ ليلى إليَّ تَواضُعًا،
وَإِليهِ جاءَ مُبَجِّلاً لِهَواهُ قَيْسْ!
***
قولي لهم ما يَشْتَهونَ،
وَأَشبِعي ذاكَ الفُضولْ
واروي لَهُمْ ما قد تَذوبُ لَهُ القُلوبُ،
وَتُستَباحُ لهُ العُقولْ
قولي لهم:
في لَحظَةٍ عِشْنا معًا
كُلَ الفُصولْ
وَتَداخَلَتْ أَرواحُنا،
وَتَناغَمَتْ أَنْفاسُنا،
قولي لهم:
كُنَّا نُحَمِّمُ في الغُيومِ عُيونَنَا،
وَنُعَلِّمُ المَطَرَ الهُطُولْ!!
***
قولي لهم ما يَشْتَهونَ،
وحَلِّقي طَرَبا:
كمْ أَشْعَلَ النِّيرانَ في شَفَتي،
وَكَسَّرَ في فَمي عِنَبا
وَدَعي عُيونَكِ ترسمُ اللَّحَظاتِ لاهِثَةً،
وَتحكي في الهَوى عَجَبا
قولي لهم
- إن يسأَلوكِ عن الهوى –
لا تسأَلوا لهواهُ عنْ سببٍ،
إِنَّ القَداسَةَ في الهَوى،
ألاَّ نَرَى سَبَبَا!!
***
قولي لهم ما يشتهونَ
أَنا مُعَذِبَتُهْ
وَأَنا مَليكَتُهُ.. ومملَكَتُهْ
وأَنا الشُّرُودُ بِذِهْنِهِ،
وَأَنا مُتَيَّمَتُهْ
وَأَنا قصيدَتُهُ.. حِكايَتُهُ.. وَمسْأَلَتُهْ
قولي لهم:
إِنِّي سَكَبْتُ إليهُ من روحي قَصائِدَهُ،
وَِإني في الهوى شَفَتُهْ!!
***
قولي لهم ما يشتهونَ:
تلامَسَتْ أَحلامُنا
وَتَزاحَمَتْ فوقَ الشِّفاهِ حرائِقًا أنفاسُنا
وَتَعاوَرَتْ كَأْسَ الحَياةِ أَكُفُّنا.. فَأَمالَنا
قولي لهم:
إنَّا نعيشُ كما نَشاءُ خَيالَنا
وكَأَنَّ كُلَّ بَديعَةٍ في الكونِ،
قَدْ خُلِقَتْ لَنا!!
***
قولي لهم ما يَشْتَهونَ:
تَوَرَّدَ الخَدُّ
وَرَنا إلَيَّ.. وضَمَّني،
فاسْتَسْلَمَ الصَّدُّ
وَوَجَدْتُني مَشْدوهَةً في حِضْنِهِ،
يَقْتاتُني الْكَدُّ
وِأُلامُ إنْ أَحْبَبْتُهُ؟!
قولي لهم:
فِيمَ المَلامُ..
ولم يَكُنْ مِنْ حُبِّهِ بُدُّ؟!!
***
قولي لهم ما يَشْتَهونَ:
أَرادَني يَوْمًا مَعَهْ
فَأَخَذْتُ أَصْطَنِعُ التَّمَنُّعَ،
كيفَ لي أنْ أَمْنَعَهْ؟!
وَمَشى أَمامي خُطْوَةً،
وَأَهابَ بي أَنْ أَتبَعَهْ
وَتَبِعْتُهُ...
فَوَجَدْتُ أَبوابَ الحَياةِ مُشَرَّعَهْ
أَوَ ذاكَ ما يَدْعُونَهُ عِشْقًا؟!
فِداهُ أُنوثَتي...
ما أَرْوَعَهْ!!
[/align] [/color][/font][/frame]