-
-|[ الشاعر هلال الفارع ]|-
إلى عزيزٍ لهُ في مُهْجَتي نُزُلُ
[align=center]إلى عزيزٍ لهُ في مُهْجَتي نُزُلُ[/align]
[align=center]*شعر:هــلال الفــارع[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="solid,2,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سَاَلْتُ عنكَ، فَقالـوا عَنْك مُنْشَغِلُ=فَقُلْتُ أَكْتُبُ نَبْضِي، عَلَّـَهُ يَصِـلُ
وَأَسْتَمِيحُ حُروفَ الضَّـادِ قافِيَـةً=تَأْتِيـكَ صـادِقَةً، بِالشَّوْقِ تَكْتَحِـلُ
وَيَشْهَــدُ اللهُ أَنَّ الْـوُدَّ يَدْفَعُني=إِلى عَزِيزٍ، لَهُ في مُهْجَتـي نـُزُلُ
أَدري بِأَنَّكَ تَعْدو خَلْـفَ قافِلَـةٍ=مِنَ الْمَشـاغِلِ تَغْدو، ثُـمَّ لا تَصِـلُ
باتَ الزَّمانُ لَدَى كَفَّيْكَ مُرْتَهَنًـا=يَمْضِي وَتَمْضِي إِلى أَنْ يَتْعَبَ الْكَلَلُ
فَيا جَمالُ، رَعـاكَ اللهُ يا رَجُـلُ=يا دَوْحَةً، في بَهاها الشِّعـرُ يُرْتَجَلُ
عِنْدي كَما عِِِنْدَكَ الأَيَّام قاسِيَـةٌ=كَاَنَّهـا السَّيْـفُ، يَجْلُو حَدَّهُ الأَجَلُ
كَاَنَّ بَيْني وبَيْنَ الدَّهْـرِ اُحْجِيَـةً=عَمْيـاءَ تَسْعى على أَهدابِها الْحِيَـلُ
يا صاحِبي باتَ هذا العَيْشُ مَهْزَلَةً=يَشْقى بِها الحُرُّ، أَو يَرْقى بهِ السَّفَلُ
آتٍ عَلَيْـكَ زَمـانٌ لا يُعانِقُـهُ=إلا شُموخُـكَ، أَو إِخْفاقُـكَ الْجَلَلُ
فَاسْرِجْ يَدَيْكَ، وَغادِرْ بـوْحَ راجِفَةٍ=واحْذَرْ إِذا هَـمَّ أَنْ يَغْتالَكَ الْخَلَلُ
أَما وَقَفْتَ على بَغْـدادَ مُحْتَرِقـًا=والْحُزْنُ في نَبْضِكَ المَهزومِ يَعْتَمِلُ؟
وهلْ شَبِعْـتَ بُكاءً مالِحًـا وَدَمـًا=أَمْ أَنَّ جُرْحَـكَ مِثْلي، ليسَ يَنْدَمِـلُ؟
وهلْ رَأَيْتَ هَوى الزَّوْراءِ مُنْكَسِـرًا=والماجِـداتِ بدمع العين تَغْتَسِلُ؟
تِلْكَ الحَرائِرُ ظَلَّتْ تَرْتَجـي بَطَـلاً=حَتى اسْتَكانَتْ، وَأَدْمى حُلْمَها البَطَلُ
ما ذَلَّ ذو شَـرَفٍ إِلاّ بِمُنْصَـرَفٍ=عَنْ هَبَّةِ الخيْلِ تَعْلو رَأْسَها الأَسَـلُ
وما اسْتُبِيحَ حِمـى قَوْمٍ يُسَيِّجُـهُ=نَزْفُ الصُّدورِ، وَسَيْفٌ هَزَّهُ رَجُـلُ
آهٍ مِنَ الزَّفْرَةِ الحَمـراءِ تَحْرِقُني=آهٍ مِنَ الصَّمْتِ يَخْزَى دُونَهُ الْخَجَلُ
إنِّي أُفَتِّشُ عَنِّي خَلْـفَ رامِحَةٍ=فَلا أَرَى غَيْـرَ تِيـهٍ، صَاغَهُ الزَّلَلُ
كَأَنَّما الْحُـزْنُ مَرْهونٌ بِأَوْرِدَتي=وفي الْحَنـايا بَقايا هَدَّهَـا الْوَجَـلُ
هذا الْمُنَشَّرُ يا بغـدادُ مِنْ دَمِنـا=ضـاقَتْ بِهِ الأَرْضُ والآفاقُ والسُّبُلُ
وَنَحْنُ صَرْعى حَيارى في مَخادِعِنا=يَقْتاتُنا الجُـوعُ والإِعيـاءُ والْخَبَـلُ
ما زالَ في الْعَيْنِ دَمْعٌ يُسْتَجارُ بِهِ=حَتَّامَ تَبْكي، وَيُدمـي عَيْنَـكَ الثَّكَلُ؟!
فاقْبِضْ دُموعَكَ واسْفَحْ دَمْعَ أَعْيُنِهِمْ=ولا تَقِـفْ خانِعـًا يَسْتافُكَ الفَشَـلُ
وَسَـمِّ بِاللهِ، وامْـدُدْ فـي أَعِنَّتِـها=فَخَيْـلُ رَبِّكَ مَعْقـودٌ بِهـا الأَمَـلُ[/poem]
التعديل الأخير تم بواسطة محمد ; 11-28-2008 الساعة 05:12 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى