[align=center]أَأَنتِ مِثلي؟.. فَطُوبَى لِلْمَثيلاتِ!![/align]
[align=center] [/align]


[align=center]*شعر: هــلال الفــارع[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="solid,2,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ماذا سأكتُبُ – وَيْحِي – من عَذاباتي=وكُلُّها شَخَصَتْ في وَجْهِ أَبْيَاتِي؟
مَنْ أنتِ؟ مَنْ أنتِ.. حَتَّى أَحْرُفي جَمُدَتْ=وَخَيَّمَ الليلُ في فَوْضَى صَباحاتي؟!
لَمَعْتِ كالْبَرْقِ في قلبي فَمَزَّقَهُ= هذا الْهَوانُ الذي يُؤْذي الْمُروءاتِ
وَجِئْتِ في قَدَحِ الأَيّامِ ساكِبَةً=وَجْهَ الوُلاةِ المُوَشَّى بـِ "البُطُولاتِ"!
براءَةٌ مِنْ فَمي كَأسٌ مُشَعْشَعَةٌ=بِالنِّفْطِ، تَرقُصُ في حِضْنِ انْطِفاءاتي
وَأَينَ قَوْمِي؟! فلا كانتْ صَحائِفُهُمْ=إنْ لم أُدَوِّنْ لهم فيها بَذاءاتي
فَيَقرأِ الخانِعُ الْمَخْصِيُّ سيرَتَهُ=وَيَلْتَقِ القابِعُ المَجْذُومُ بالآتي
لأَقْفِزَنَّ عنِ الآدابِ في لُغَتي=إِذِ القُصُورُ غَدَتْ مَهْوى احْتِقاناتي
لِمَنْ يُغَنّي المُغَنّي في مَلاعِبِهِا=وَحِسُّها ضَاعَ في حَيْضِ الضَّلالاتِ؟!
وَمَنْ سيَقرأُ يا بِنْتَاهُ قافيتي=فيها، ولمْ أَكُ مِنها في وَلاءاتي؟
وأَنتَ يا شِعرُ، ماذا لَو نَظَمْتُ دَمي=شِعرًا مُقَفًّى، تُوَشِّيهِ ارْتِجافاتي
وَرُحتُ أَرصُفُ آهَاتِي على مَهَلٍ= مُسْتَفْعِلُنْ ذاهِبٌ مُسْتَفْعِلُنْ آتِ
أَيَهْرُبُ الفَقْرُ والحِرمانُ مِنْ وَطَنٍ=ضاعَتْ إليهِ خُطُوطي واتِّجاهاتي
وضاعَ فيهِ، وإِنّي لَسْتُ خاذِلَهُ=رِزْقٌ تَقَدَّرَ مِنْ كَفِّ السَّماواتِ
أَغْدُو مِنَ الفَجْرِ حتّى لا يُجانِبَني=لكنّهُ يَخْتَفي في كَفِّ ساداتي؟!
أَأَنْتِ مِثْلي إِذًا، حَتّى غدوتِ إلى=جُنُونِ بُؤْسِكِ في صَدْرِ النَّهاراتِ؟!

أَأَنتِ مثلي، غَدِي كالأَمسِ يَخْذُلُني = أَأَنتِ مثلي؟ فَطُوبَى للمَثيلاتِ؟!
قالوا بِأَنّكِ رمزٌ للكِفاحِ، وما=بِدونِ هذا سُمُوٌّ لِلعَفيفاتِ
وليسَ يَصْغُرُ مَنْ بانَتْ مَواجِعُهُ=فَقُلْتُ: أَيُّ هُراءٍ وادِّعاءاتِ؟!
أَطِفْلَةٌ بِنْتُ سَبْعٍ، مِثْلُ سَوْسَنَةٍ=على الرَّصيفِ، وَنِفْطٌ للأَميراتِ؟!
أَقِسْمَةٌ تِلْكَ ضِيزَى، أم بِنا حَشَفٌ=وسوءُ كَيْلٍ، وَنَرضَى بالهُراءاتِ؟!
لا تَسْمَعي غيرَ ما يُوصِي بِهِ غَضَبي=أنْ تُنْجِبي في غَدٍ أُسْدًا هَصُوراتِ
تَجْتاحُهُمْ بِزَئيرٍ ليسَ يَعْدِلُهُ=إلاّ الرُّعُودُ، ومَوْتٌ عاصِفٌ شَاتِ
لا تَغْفِرِي سَقْطَةَ الأَشْعارِ، وانْتَبِهي=إنْ أَبْتَسِمْ، فَلَعَلِّي خَلْفَ مِرآتي
جُرِّي نِعالَكِ سَهْمًا، وهو مبتَسِمٌ=وَسَدِّدِيهِ إلى نَبْضِ ابْتِساماتي
بِمِثْلِ هذا يَكُونُ العِتْقُ في أُمَمٍ=أَقْصَى أَمانِيِّها بَعْضُ الصَّباباتِ
ماذا سَأَكتُبُ؟ هل قَهْري سَيَغْفِرُ لي=إِنْ قَصَّرَتْ فيكِ يا بِنْتاهُ كِلْماتي
أنا الجَريحُ، وَنَزْفي ليس يوقِفُهُ=شِعرٌ وَنَثْرٌ وَزَفْرٌ في انْتِقاءاتي
فالعفوُ يا قَهْرُ، هذا بَعْضُ ما نَزَفَتْ=عَيْني عَلَيَّ، فَأجْراني على ذاتي
حاوَلْتُ كُلَّ جُهُودي أن أَكونَ على=جَناحِ صَقْرٍ، فَأُعْلي مِنهُ راياتِي
لكِنَّني لمْ أَزلْ أَجْثُو على طَلَلٍ=مُذْ عَطَّلَتْ سُفُني أمواجُ آهاتي
شُكْرًا لِفَقْرِكِ إِذْ آوى إليَّ دَمِي=وَكانَ عِنْدَ ضَياعي كالْبِشاراتِ
دَعِي كِتابَكِ لي، كيما أعانِقُهُ=فكُلُّ حَرْفٍ بهِ فيهِ احتِراقاتي

ولا تَلُومي، فما في اللَّوْمِ مِنْ فَرَجٍ = فَكُلُّ مَنْ في الحِمَى كالْبَبَّغاواتِ[/poem]