قبلـــــتُ التّحـــــدّي!!

*شعــر: هــلال الفــارع

[frame="13 70"]
بَكَيتُ،
- على غَفلَةٍ مِنْ عُيونِي -
فَجَرَّحْتُ خَدِّي
وَأَسْلَمتُ نَفسِي لَفائِضٍ صَمْتٍ،
وَسَاجَلْتُ لَيلاً ثَقيلَ الهُمُومِ،
وَداعَبْتُ قَيدِي
هُنا، بَيْنَ عَصْفِ الْهَوَاجِسِ،
لمْ أَسْتَطِعْ لِلرُّقادِ سَبيلاً،
ولَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُغَادِرَ
- في البُعدِ - بُعدي
يَقُولونَ: إِنَّ الغَريبَ لِكُلِّ غَريبٍ نَسيبٌ،
وَإِنَّ البُكَاءَ يُخَفِّفُ ما يُثقِلُ القَلْبَ،
قُلْتُ: قَبِلْتُ التَّحَدِّي
وَعَانَقْتُ كُلَّ غَرِيبٍ،
مِنَ الْهَائِمِينَ على مَسْرَحِ النَّفْيِ،
مِمَّنْ تَدَاعَوْا لَدَى التِّيهِ قَبْلِي، وَبَعدِي
وَأَهْرَقْتُ دَمعًا بِحَضرَةِ صَمْتٍ قَتِيلٍ،
وَدَمعًا بِرَسْمِ شَهِيقٍ ثَقيلٍ،
وَغَيَّبْتُ حَرِّي، وَبَردِي
وَحَاوَلْتُ.. حاوَلتُ.. حاوَلتُ جَهْدِي
وَلَمْ أَسْتَطِعْ لِلرُّقَادِ سَبِيلاً،
وَلَمْ أَسْتَطِعْ قَهْرَ سُهدِي
كَأَنَّ سُيوفَ النَّوَى والْجَوَى
شاقَهَا نَحْرُ غِمْدِي
كَأَنِّي أُفَتِّشُ عَنْ قَشَّةٍ،
بينَ طَوْدٍ مِنَ الْوَخْزِ يَعْبُرُ جِلْدِي
أَنَا المَيِّتُ الحَيُّ،
لا أَسْتَطِيعُ عُبورَ المَسَافَةِ وَحدْي إليكِ،
وَأَنْتِ تَذوبِينَ ما بَيْنَ فَقْدٍ، وَفَقْدِ
وَلَسْتُ بِغافٍ على إِبَرِ اللَّيلِ،
فالسُّهْدُ غَادَرَ عُشَّاقَهُ النَّائِمينَ،
وَطَوَّبَنِي باسْمِهِ،
.. صارَ سُهدِي
دَعِينِي أَنَمْ – لو قليلاً –
وَلُمِّي جُمُوحَكِ عَنْ جُوعِ وَجْدِي
دَعِينِي أَنَمْ،
كُنتُ أعرِفُ – مُنذُ البِدَايَةِ -
أَنَّ عَلَيَّ، إِذَا ما أَرَدتُ اعتِنَاقَ هَوَاكِ،
تَجَاوُزَ حَدِّي
وَأَنَّ عليَّ الوُقُوفَ،
متى كانَ كُلُّ وقوفٍ عَسِيرًا،
وَحِينَ تَشَاءُ جَمِيعُ النِّهَاياتِ وِرْدِي
وَحينَ يَكُونُ جَميعُ الهَوَى لا يُؤَدِّي
دعينِي أَنَمْ،
عَلَّ حُلْمًا يَمُرُّ، فَأَخْطَفُهُ،
لَمْ يَعُدْ قادِرًا غَيْرُ حُلْمٍ،
شَقِيِّ الْمَلامِحِ والثَّرْثَرَاتِ،
على جَمْعِ ْجُوعِي وَعَيْنَيْكِ عِنْدِي!!
[/frame]