فإليكِ سيّدتي جُنونُ دمي !!

*شعــر: هــلال الفــارع

إِنْ شِئْتِ أَيْقَظْتُ الصَّبَاحَ مُبَكِّرًا جِدًّا،
ليَغْزِلَ مِنْكِ طَلْعَتَهُ الْجَمِيلَهْ
وَيُدِيرَهَا شالاً على كَتِفَيْكِ،
فيهِ قَصِيدَةٌ حَيْرَى خَجُولَهْ

إِنْ شِئْتِ حَرَّضْتُ اشْتِهَاءَاتِ الطُّيُورِ،
لَتَسْتَبِيحَكِ في الْمَنَاقِيرِ الشَّقِيَّةِ،
رَجْعَ أُغْنِيَةٍ مُدَوْزَنَةٍ أَصِيلَهْ
فِيها اشْتِهاؤُكِ، وانْتِهَاؤُكِ،
وارْتِداؤُكِ مُهْجَتِي،
لَحَظَاتِ إِرْهاقٍ قَلِيلَهْ

إِن شِئْتِ أَشْعَلْتُ انْطِفَاءَاتِي شُمُوعًا،
كَيْ تَدُورِي كالْفَرَاشَةِ حَوْلَها،
وَتُرَاوِدِي كَفِّي النَّحِيلَهْ

إِنْ شِئْتِ أَجْرَيْتُ الطُّفُولَةَ فيكِ زُرْقَةَ مائِجٍ،
يَأْوِي إِلَيْهِ لُهَاثُ أَنْهَارِ الطُّفُولَهْ
وَأَمَرْتُ أَسْرَابَ الْقَصَائِدِ،
كَيْ تَخُطَّ على بَيادِرِكِ النَّدِيَّةِ،
ما يَلُوبُ من التَّفَاعِيلِ الْظَّلِيلَهْ

أَنَا قَادِرٌ – إِنْ شِئْتِ –
أَنْ أَجْتَاحَ خَوْفِي كُلَّ ثانِيَةٍ،
لأَعْبُرَ هَوْلَ غُصَّاتِي الثَّقيلهْ
وَأَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْكِ،
أَحْمِلُ كُلَّ أَوْرَاقِ اعْتِمَادِي،
وَاعْتِذَارِي عَنْ غِيَابَاتِي الطَّوِيلَهْ

أَنَا أسْتَطِيعُ
- إِذَا أَمَرْتِ جُنُونَ قَافِيَتِي احْتِسَاءَكِ–
أَنْ أُذِيبَكِ نَهْرَ مُوسِيقَا،
يُناجِي لَهْفَةَ الأسماعِ،
والْمُهَجِ الْقَتِيلَهْ
وَأُرَتِّبَ الدُّنْيَا على خَفَقَاتِ صَدْرِكِ،
وهو يُمْعِنُ في مُعانَقَةِ الْجَدِيلَهْ

يا سِرَّ قَافِيَتِي؛
أَرِيقِي خَافِقِي فَوْقَ السُّطُورِ،
بِسَهْمِ قَاتِلَةٍ كَحيلَهْ
فَأَنا اسْتَقَلْتُ مِنَ الْكِتَابَةِ بِالْمِدَادِ،
وَلَمْ تَعُدْ تُجْدِي تَفاعِيلي الكَسُولَهْ
هذا دَمِي مِنْ رِيشَةِ الشِّرْيانِ فوقَ السَّطْرِ،
يُعْلِنُ عنْ وِلادَةِ رِحْلَةٍ،
في حَدِّ أَسْيافٍ صقيلَهْ
فَإِليكِ سَيِّدَتِي جُنُونُ دَمِي،
وَثَوْرَةُ أَبْجَدِيَّتَيَ الْبَدِيلَهْ!