ــــــــــــــــــــــــــــ
مِنْ أَيْنَ يَأْتِي الشِّعْرُ والطُّرُقَاتُ مُقْفَلَةٌ،
وهَذَا الْبَحْرُ مَحْسُورُ الْمِدَادْ

وعَلَى تَفَاعِيلِ الْخَلِيلِ حِرَاسَةٌ،

مِنْ أَلْفِ جِنِّيٍّ غِلاظٍ،
والأُلُوفِ مِنَ الشِّدَادْ؟

مِنْ أَيْنَ يَأْتِي،

بَيْنَمَا الْعُشَّاقُ مَاتُوا قَبْلَ أنْ يَتَزَاوَجُوا،
أوْ رُبَّمَا قَدْ ضَاعَ مُعْظَمُهُمْ، وَضَلُّوا،
بَعْدَمَا انْتَظَرُوا طَوِيلاً،
ثُمَّ لَمْ تَأْتِ الْجِيَادْ؟

لا بُدَّ...

وَاشْتَرَطَتْ نِسَاءُ الْعَاشِقِينَ بَيَاضَ خَيْلِ الْعَاشِقِينَ،
وَحِينَ لَمْ يَأْتُوا،
وَلَمْ تَأْتِ الْخُيُولُ،
غَرِقْنَ في صَهَلِ السَّوَادْ؟

مِنْ أَيْنَ يَأْتِي الشِّعْرُ لِلشُّعَرَاءِ،

وَالأَقْلَامُ حَافِيَةٌ،
وَسُوقُ الْحَرْفِ يَطْحَنُهَا الْكَسَادْ

وَالْغَانِيَاتُ تَسَرَّبَتْ أَقْدَامُهُنَّ إِلَى شَرَايينِ الْعَوَاصِمِ،

تَحْتَ أَسْمَاءٍ مُزَوَّرَةٍ،
وَبِاسْمِ الْفَنِّ يَحْكُمْنَ الْبِلادْ؟

مِنْ أَيْنَ،

وَالتُّجَّارُ،
عَفْوًا....
وَاللُّصُوصُ يُتَاجِرُونَ بِلَحْمِنَا،
لِحِسَابِ سِينٍ في الصَّبَاحِ،
وَفي الْمَسَا لِحِسَابِ صَادْ؟

مِنْ أَيْنَ يَأْتي الشِّعْرُ،

لا سَلمَى تُسَرِّحُ شَعْرَهَا في ضَرْبِهِ،
لا هِنْدَ تَجْدِلُ مِنْ ضَفَائِرِهَا فُنُونَ عَرُوضِهِ،
لا قُدْسَ، لا بَغْدَادْ؟
لا عَمْرَو، لا ابْنَ زِيَادْ؟

وَلِمَنْ سَيَأْتِي الشِّعْرُ،

والضِّلِّيلُ، والأَعْشَى، ودِيكُ الْجِنِّ،
ما عَادُوا مِنَ الأَسْفَارِ،
واحْتُضِرَ الَّذي الْبَيْدَاءُ تَعْرِفُهُ،
لَدَى فَلَتَاتِ ضَادْ؟

بَانَ الْخَلِيطُ، وَقَطَّعُوا حَبْلَ الوِصَالِ،

وَبَانَ آخرُهُمْ،
وَمَا بَانَتْ سُعَادْ

فَبِأَيِّ أشْعارِ الْحُواةِ تُصَدِّقانِ إِذًا،

وَما بِجِرَابِ أَمْهَرِهِمْ عَتَادْ؟

وَبِأَيِّ نارٍ يَصْطَلِي بَرْدُ الْقَوَافِي،

بَيْنَمَا يَزْوَرُّ هذا النَّفْخُ في جَسَدِ الرَّمَادْ؟

سَأَمُرُّ والإفْلاسُ يَمْلَؤُنِي،

لأُعْلِنَ بَيْنَكُمْ مَوْتَ الحُرُوفِ،
وَبَدْءَ مَرْحَلَةِ الْحِدَادْ!!