لو ينهَـــضُ الفجـــرُ قبـــلَ الأَوان!!

*شعــر: هــلال الفــارع

[frame="13 80"][align=center]
كَأَنَّكِ مِثْلِي،
تُريدِينَ أَنْ يَهدَأَ اللَّيْلُ
- لو لَحْظَةً –
كَيْ تَنامِي
وَأَنْ يَنبُتَ الصَّمْتُ،
حتَّى تُعانِقَ أَغْصَانُهُ نَهْنَهَاتِ الْكَلامِ
وَحَتَّى تَفِرَّ القَنَاديلُ مِنْ زَيْتِها،
والْمَواويلُ مِنْ مَوْتِهَا،
والشَّجَى مِنْ كُؤوسِ الْمُدامِ

كَأَنَّكِ مِثْلِي؛
تَوَدِّينَ لو تَسْتَحِمِّينَ في مُفْرَدَاتِ الْكَرَى والْمَنَامِ
ولو تَخْرُجِينَ،
على فائِضِ الأسْرِ والصَّبْرِ،
في نَزَقٍ واحْتِمَامِ
ولو يَنْهَضُ الفَجرُ قَبْلَ الأَوانِ،
لِيَشْهَدَ مِثْلَكِ ذَوْبَ النَّدَى،
وَاحْتِلامَ الْغَمَامِ

كَأَنَّكِ مِثْلِي؛
تَمُدِّينَ كَفَّيْكِ،
كي يَهطُلَ العِشْقُ بينَ المَناقِيرِ،
وهي تُهَجِّي هَديلَ الْحَمَامِ
وَتُمْلِيهِ أشهى قَصِيدَةِ بَوْحٍ،
على شَفَةٍ ذَوَّبَتْهَا قَوَافِي الْغَرَامِ

كَأَنَّكِ مِثْلِي؛
تَعيشينَ كُلَّ فُصُولِ الْحَرَائِقِ،
في صَلَفٍ واحْتِدَامِ
غِناؤُكِ دَمْعٌ،
وَبَوْحُكِ شَمْعٌ صَلَتْهُ الْحَرائِقُ،
فَانْسَلَّ في غَفْلَةٍ مِنْكِ،
حينَ مَضَيْتِ تَهُزِّينَ مَمْلَكَةَ الْعِشْقِ،
مِنْ أَلفِ عَامٍ، وَعَامِ
وَفي مِعصَمَيْكِ سِوَارَا أَسًى وانْهِزَامِ
تَهُزِّينَها،
قَبْلَ أَنْ تُتْقِنِي لُغَةً،
تَسْتَطيعُ العُبُورَ إِلى وَطَنٍ،
فَرَّ مِنْ فُوْهَةٍ في الزِّحَامِ
وقَبْلَ انْشِطارِكِ نِصفَيْنِ في سَكَرَاتِ الْهُيامِ

كَأَنَّكِ مِثْلِي!
وَإِنَّكِ مِثْلِي،
لأنِّي إِذَا ما رَأَيْتُكِ في لَفْحِ رَجْفِي،
وفي فَضْحِ خَوفي،
وَفي هَذَيانِ كَلامي
... فَإِنِّي أَرَانِي أَمَامِي!
[/align][/frame]