أَنــا مُتعَــبٌ مُرْهـَـق!!

*شعــر: هــلال الفــارع

[frame="13 80"][align=center]
يَبْدُو بِأَنَّكِ كُنْتِ في فَهْمِ الْهَوَى أَعْمَقْ
وَبِأَنَّنِي بَالَغْتُ في حُلُمِي،
فَرُحْتُ بِلُجِّهِ أَغْرَقْ

وَبِأَنَّنِي أَطْلَقْتُ مَارِدَ لَهْفَتِي،
فَإِذَا بِهِ، في رُقْعَةٍ،
ما بَيْنَ أَحْصِنَةِ الْهَوَى، بَيْدَقْ

وَنَسِيتُ أَنِّي شاعِرٌ،
بَذَرَ الْقَصِيدَ على يَدَيْكِ،
فَرَاعَهُ يَبَسٌ على شَفَتَيْكِ،
فاسْتَسْقَى، وَمَا أَوْرَقْ

أَدْمَنْتُ وَجْهَكِ في جِهَاتِ الأَرْضِ، إِلاَّ أَنَّنِي
أَغْفَلْتُ وَجْهِي في الْمَدَى الْمُغْلَقْ

وَنَسِيتُ أَنِّي عَاشِقٌ،
تَوَّجْتُ مِنْكِ مَلِيكَةً تُعْشَقْ

يا أَنْتِ يا وَجَعِي الْمُسافِرَ طَيَّ حِرْمَانِي،
ويا حَزَّ الشَّجَى الأَحْمَقْ
كَيْفَ السَّبِيلُ إلَيْكِ،
والْخُطُواتُ لا تُفْضِي إليكِ،
وهذهِ الْكُثْبَانُ والْجُدْرَانُ تُخْفِي خَلْفَهَا الْبَيْرَقْ؟

كيفَ السَّبِيلُ، وَإِنَّنِي
ضَيَّعْتُ أُغْنِيَتِي على وَجْهِ الرِّمَالِ، وَضِعْتُ؛
لا نَغَمٌ، ولا رَوْنَقْ

شَتَّانَ بَيْنَ شُمُوخِ قَلْبِكِ،
وانْكِسَارِ النَّبْضِ في قَلبِي،
إِذَا الْتَقَيَا على مَفْرَقْ

شَتَّانَ بَيْنَ مُحَلِّقٍ نَزِقٍ،
وَبَيْنَ مُسالِمٍ أَخْرَقْ

أَنَا حائِرٌ في مَوْجِ حُبِّكِ،
لا تُطَاوِعُنِي مَجَادِيفِي،
وَلَيْسَ يُعِيدُنِي لِشَواطِئِي الزَّوْرَقْ

أَنَا مُتْعَبٌ مُرْهَقْ

أَرْخَى هُمُومَ يَدَيْهِ فَوْقَ يَدَيْهِ،
مُذْ عَبَرَتْ يَدَاكِ فَرَاغَهُ الْمُطْلَقْ

يَبْدُو بِأَنَّكِ كُنْتِ في فَهْمِ الْهَوَى أَصْدَقْ
وَبِأَنَّنِي بَالَغْتُ في وَهْمِي،
فَخِلْتُ سَرَابَهُ بَحْرًا جَميلاً سَاحِرًا أَزْرَقْ
وَكَأَنَّنِي رُبَّانُ حُبِّكِ في سَفَائِنِهِ،
يُسَافِرُ دُونَ أَنْ يَقْلَقْ

وَكَأَنَّنِي صَدَفٌ،
على لأْلائِهِ أَطْبَقْ

وَكَأَنَّنِي..
وَكَأَنَّنِي..
لَكِنَّنِي اسْتَيْقَظْتُ مِنْ حُلُمِي،
عَلَى قَلْبٍ كَسِيرٍ،
هَامَ في عَيْنَيْكِ مِنْ زَمَنٍ،
وَمَا حَلَّقْ !!
[/align][/frame]