علــى كَيْفِــي!

* شعــر: هــلال الفــارع
[frame="13 85"]سَأُطْلِقُ كُلَّ أَلْوانِ الْفَرَاشَاتِ الجَمِيلَةِ في قَصِيدِي
وَسَوْفَ أُطَرِّزُ الآفاقَ،
بِالْحُلُمِ الَّذِي لَمْ يَأْتِ بَعْدُ،
وَبِالْمُعَطَّرِ مِنْ نَشِيدِي
وَأَزْرَعُ ما أَشَاءُ مِنَ الْحَدَائِقِ،
في فَضَا عَيْنَيْكِ،
ثُمَّ أُعِيرُهَا ما شِئْتُ مِنْ عَبَقٍ،
وَمِنْ دُرِّ الْعُقُودِ
وَأَقْصِفُ عُمْرَ كُلِّ قَصِيدَةٍ،
لا تُتْقِنُ الإِفْصَاحَ بينَ يَدَيْكِ،
عَنْ صُبْحٍ جَدِيدِ
***
على كَيْفِي،
سَأَعْجِنُ خَوْفَ هَذَا النَّبْضِ،
بِالْحَرْفِ الْمُكَلَّلِ بالشُّرُودِ
وَبِاللَّحظِ الْمُسَوَّرِ بِالصُّدُودِ
وَاُطْلِقُهُ على نايِ الشَّجَى
لَحْنًا يُعَانِقُ مُفْرَدَاتِ الْعِشْقِ في خَدَّيْكِ،
تَعْزِفُهُ وُرُودِي
سَأَكْتُبُهُ هَوًى مُتَنَهِّدًا،
لا يَنْطَفِي،
إلا لِيُورِقَ مِنْ جَدِيدِ
وَلَيْسَ يَفِرُّ مِنْ شَفَتِي إِلَى شَفَتَيْكِ،
إِلاَّ بَاذِرًا في رَاحَتَيْكِ نَوَى وُجُودِي!
***
على كَيْفِي،
سَأَنْصِبُ مِنْ هَواَكِ،
أَلَذَّ مِقْصَلَةٍ لِجِيدِي
وَأَنْظِمُ مِنْ هَوَايَ لِمُقْلَتَيْكِ جُنُونَ قَافِيَةٍ،
تُسَافِرُ في وَرِيدِي
سَأَسْهَرُ مِلْءَ أَجْفَانِي،
لأُشْعِلَ ما تَثَاءَبَ فيكِ مِنْ صَمْتٍ شَرُودِ
وَأَحْرِقَ لَهْفَتِي،
لأُذِيبَ في شَفَتَيْكِ إِمْعَانَ الْجَلِيدِ
فَكُفِّي عَنْ مَنَادَمَةِ الصَّقِيعِ،
وَأَطْفِئِي حُرَقِي، وَزِيدِي
وَمُرِّي بَيْنَ جَمْرِ دَمِي،
وَخَمْرِ فَمِي،
وَلا تَقِفِي على بَابِ الْجُمُودِ
***
على كَيْفِي،
سَاَقْبَلُ أَنْ تُنَادِينِي:
صَدِيقِي، أو رَفِيقِي، أَو شَهِيدِي
سَأَقْبَلُ أَيَّ تَسْمِيَةٍ،
تَصُبُّكِ في مَدَى حُبِّي الْوَحِيدِ
وَقُولي ما اشْتَهَيْتِ،
ولا يَرُدَّكِ ما تَعَثَّرَ مِنْ رُدُودي
ولا فَرْقٌ،
إِذَا لَمْ تُسْدِلِي بِيَدَيْكِ مِنْ كَفَنِي،
على عُمْرِي الزَّهِيدِ
سَأَرْضَى أَنْ تُلاقِينِي على شُرُفَاتِ حُبِّكِ،
مَرَّةً في الْعُمْرِ،
عُودِي بَعْدَهَا، أو لا تَعُودِي
لأَنَّكِ سَوْفَ تَنْهَمِرِينَ لي قَدَرًا،
أَرَدْتِ نِهَايَتِي، أمْ لَمْ تُرِيدِي!
***
على كَيْفِي،
وَلا أُخْفِي،
بِأَنِّي غَارِقٌ " وَلِشُوْشَتِي "
ما بَيْنَ نَشْوَةِ مُقْلَتَيْكِ،
وَبَيْنَ أَوْهَامِ الْوُعُودِ
وَلا أُخْفِي مَدَى خَوْفِي،
بَِألا أَبْلُغَ الْحُلُمَ الْمُسَجَّى،
خَلْفَ ألْوَانِ الْحُدُودِ
وَأَلاَّ أَشْتَهِي ما يَنْتَهِي،
مِنْ قَبْلِ أَنْ أَرْنُو إِلَيْكِ مِنَ الْبَعِيدِ
وَلَكِنِّي، بِرَغْمِ الْخَوْفِ،
يُرْعِدُ في النُّزُولِ،
وَفِي الصُّعُودِ
سَأَحْمِلُ ظِلَّكِ الْمَنْشُورَ في أَرَقِي،
وَفِي شَفَةِ النَّشِيدِ
سَأَحْمِلُهُ،
وَأُمْعِنُ في السُّجُودِ
لَعَلَّكِ تُدْرِكِينَ،
بِأَنَّ عَيْنَيْكِ الْمُصَوَّبَتَيْنِ في حُلُمِي،
هُمَا عُنْوانُ قَافِيَتِي،
وَقِبْلَةُ ذلكَ الْحُلُمِ الْعَنِيدِ!
[/frame]