لاميَّــــــة فلسطيــــــن

*شعــر: هــلال الفــارع

[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="silver" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أَجْرَيْتُ مِنْ مُهْجَتِي الْحَرَّى على جَبَلِ=فَزَالَ، والزَّفْرَةُ الْحَمْرَاءُ لَمْ تَزُلِ
هَوَتْ لَوَاعِجُهَا ظَمْآى مُدَمْدِمَةً=عَلَيْهِ، فَانْدَاحَ مِثْلَ الْمَاءِ في السَّهَلِ
وَصَاحَ بِي، وَهْوَ ماضٍ في انْطِفاءَتِهِ:=أَشْكُوكَ لِلَّهِ، مَا هَذَا بِمُحْتَمَلِ
هَلاَّ تَلَطَّفْتَ في نَبْضٍ تُنَشِّرُهُ=على اللَّظَى، فَيُطَفِّي حُرْقَةَ الشُّعَلِ
وَيَسْتَغِيثُ بِصَدْرٍ ليسَ يُسْعِفُهُ=وَاهِي العِظَامِ بِهِ، في بَالِيَ الْحُلَلِ
بَكَيْتُ إِذْ لامَنِي الْعُذَّالُ في الْعَلَلِ=وهَلْ يُلامُ غَريقُ اليَمِّ في الْبَلَلِ؟!
يا لائِمِي، بَعْضَ هَذَا اللَّوْمِ، إِنَّ دَمِي=مَحَجَّةُ النَّزْفِ، بَلْ مُسْتَنْزَفُ الأَمَلِ
عَمَدْتَ تَعْبُرُ في ظِلِّي إلَى الظَّلَلِ=وَظَلْتُ أَخْطُرُ في جَمْرِي عَلَى مَهَلِي
هَذَا نَجِيعِي بِلَوْنِ الصَّبْرِ مُنْسَكِبٌ=يَسُحُّهُ وَبْلُ جُرْحٍ غَيْرِ مُنْدَمِلِ
أَمْسَى مَهِيبًا مَهِيلاً في تَثَاؤُبِهِ=يَشْقَى، ويُشْقِي، مُقيمًا غَيْرَ مُنْتَقِلِ
مُرَحَّلاً ليس يَدْرِي أَيُّ رَاحِلَةٍ=تَؤُزُّهُ لِلْمَنافِي مِنْ فَمِ الرِّحَلِ
وَلا يُغَادِرُ مَوَّارًا بِهِ شَرَهٌ=لِشَفْرَةٍ سَافَرَتْ فيهِ، وَلَمْ تَصِلِ
مُجَرَّدٍ حَدُّهَا مِنْ غِلِّ غَادِرَةٍ=نَامَتْ، وَذِي الطَّعْنَةُ النَّجْلاءُ لَمْ تَزَلِ
والَّلهِ لو أَنَّنِي وَزَّعْتُ نَزْفَ دَمِي=على النُّحُورِ، لَوَارَاها، وَعَوَّدَ لِي
أنا ابنُ نائِحَةٍ مِنْ بَعْدِ نائِحَةٍ=في سِفْرِ نَوْحٍ تَرَامَى في مَدَى الأُوَلِ
سِتُّونَ عامًا وَرَفُّ الْقَلْبِ يَصْرَعُنِي=وَكُلُّ عَامٍ على المَذْبُوحِ كَالأَزَلِ
بَلَغْتُ أَقْصَى أَقَاصِي الأَرْضِ، وانْدَثَرَتْ=كُلُّ الدُّرُوبِ وَرَائِي، وانْطَوَى قَفَلِي
وَمَا بَنَيْتُ سُؤالاً فَوْقَ رَاجِفَةٍ=إلاَّ تَبَدَّدَ، واسْتَوْهَى على الْجَدَلِ
وَمَا ابْتَدَرْتُ إِلَى فَجْرٍ أُسَرِّحُهُ=إلاَّ انْتَهَيْتُ إِلى لَيْلٍ مِنَ الزَّلَلِ
كَأَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ أُحْجِيَةً=عَمْيَاءَ في مَتْنِهَا نَسْجٌ مِنَ الْحِيَلِ
إِنِّي أُفَتِّشُ عَنِّي خَلْفَ رَامِحَةٍ=فَلا أَرَى غَيْرَ وَجْهِ التِّيهِ في عَطَلِيِ
في خُطْوَتِي شَلَلٌ تَشْقَى بِهِ قَدَمِي=وَفي الْحَنَايَا بَقَايَا خَافِقٍ وَجِلِ
غَرَّتْهُ أَوْرِدَةُ الْحِرْمَانِ مِنْ زَمَنٍ=فَأَسْلَمَتْهُ إِلى وِرْدٍ مِنَ الْعِلَلِ
حَتَّى غَدَا بَعْدَمَا رَاعَتْهُ خَفْقَتُهُ=مِثْلَ الْفَطِيمِ تَشَهَّى عَاصِيَ النَّهَلِ
يا صَاحِبِي لَمْ يَكُنْ في الْعَيْشِ مِنْ شَجَنٍ=إلاَّ لأَشْقَى بِهِ، أَو يَنْتَهِي أَجَلِي
وَلَمْ يُجَرَّدْ رَحِيلٌ مِنْ غَلائِلِهِ=إلا لِيَكْسُوَ مِنْ وَعْثَائِهِ سُبُلِي
رُوحِي تُعَاتِبُ قَلْبِي وَهي صَاعِدَةٌ=لوْ كانَ في العُمْرِ يَومٌ! قَالَ: لا تَسَلِي
وَخَفِّفِي عَنْكِ قَدْحَ اللَّوْمِ، واصْطَبِرِي=فَإِنْ تَمَادَى بِكِ الإِقْصَاءُ، فاشْتَعِلِي
لَمَّا ارْتَحَلْنَا مَعًا قَفْرًا وَهَائِمَةً=إلا مِنَ الْحُزْنِ، أَوْ مِنْ وَافِرِ الْخَبَلِ
وَأَخْلَقَ الْعَوْدُ فينا، قالَ قَائِلُهُمْ=كُونَا على الدَّهْرِ قُرْبَانَيْنِ لِلْفَشَلِ
كُنَّا كَما شَرَّعُوا رُوحَيْنِ في جَسَدٍ=خَوَى عليهِ النَّوَى بِالْحُزْنِ والْوَجَلِ
وَغَصَّ بالدَّمْعِ عَيْشٌ ليسَ يَصْرِفُهُ=عَنْ هَمِّهَ فيهِ حَتَّى بَاذِخُ الْكَلَلِ
يا بَاذِرَ الْعُمْرِ في الْمَنْفَى لَو ادَّخَرَتْ=كَفَّاكَ بَعْضَكَ، كي يَبْكِي عَلى الطَّلَلِ
إِذًا لأَرْدَفْتَ ظِلاًّ لا يُوَاقِعُهُ=إِلاَّ شَقَاؤُكَ، أَوْ عَيْنٌ مِنَ الْهَمَلِ
وَلَوْ تَعَذَّرْتَ في الْمَنْفَى بِبَاكِيَةٍ=تَدُسُّ صَبْرَكَ في مُسْتَنْقَعِ النِّحَلِ
كَمْ مَاتَ فيكَ صُرَاخٌ أَنْتَ بَاعِثُهُ=في زَفْرَةٍ مِنْ جَحِيمِ الْخَوْفِ والْعَذَلِ
وَكَمْ غَدَوْتَ إلَى فَجْرٍ تُرَاوِدُهُ=فَما أَصَاخَ، وأَرْخَى اللَّيْلَ في العَسَلِ
نَفْسِي فِدَاءُ ذُيُولِ الشَّمْسِ لَو هَطَلَتْ=عَلَى الْغَرِيبِ بَقَايَاهَا عَلَى عَجَلِ
عَجِّلْ بِبَعْثِكَ، هَذَا الْحَبْلُ مَنْصَرِمٌ=مِنَ الرَّجَاءِ، وهَذَا العُمْرُ لَمْ يَطُلِ
آتٍ عَلَيْكَ زَمَانٌ لا يُعَانِقُهُ=إلاَّ حَرِيقُكَ يَوْمَ الْمَوْعِدِ الْجَلَلِ
وَأَيْنَ خَيْلُكَ؟ هَذا الْيَوْمُ، قَدْ لَمَعَتْ=فيهِ السَّنَابِكُ، وَامْتَازَتْ، وَلَمْ تَصُلِ
فَسَمِّ بالسَّيْفِ، وامْدُدْ في أَعِنَّتِها=حَتَّى تَصُبَّكَ في بَوَّابَةِ الْخَلَلِ
هذا الْمُنَشَّرُ في الآفَاقِ مِنْ دَمِنَا=بَعْضُ ارْتِخَائِكَ عَنْ إِطْلاقَةِ الأَسَلِ
فاسْلُكْ يَمِينَكَ في أَعْطَافِ زَلْزَلَةٍ=واثْأَرْ لِجُرْحِكَ بِالزِّلْزَالِ يَنْدَمِلِ
بِذَا سَتَبْرَأُ مِنْ رَعْفٍ تُدَاهِنُهُ=والْجُرْحُ إنْ لَمْ يَقُمْ لِلْحَدِّ يَعْتَمِلِ
ما ذَلَّ ذو شَرَفٍ إلاَّ بِمُنْصَرَفٍ=عَنْ هَبَّةِ الْخَيْلِ، والسَّاحَاتِ والذُّبُلِ
وَمَا اسْتُبِيحَ حِمَى قَوْمٍ يُسَيِّجُهُ=نَزْفُ الصُّدُورِ، وَصَوْلُ الْفَارِسِ الْبَطَلِ
تِلْكَ الْحَرَائِرُ تَرْجُو فَارِسًا نَزِقًا=إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ.. مَنْ للأَعْيُنِ النُّجُلِ؟!
أَطْلَقْتُكَ الآنَ مِمَّا أَوْثَقُوكَ بِهِ=فَلا تَقِفْ، ذاكَ وِرْدُ الْخُرَّدِ الْقُتُلِ
ولا تَقُلْ قَوْلَةَ الْمَأْفُونِ مِنْ زَمَنٍ=" لَوْ كُنْتُ مِنْ مَازِنٍ لَمْ تَسْتَبِحْ إِبِلِي "
يا وَيْحَ قَلْبِكَ إِنَّ الْمُسْتَبَاحَ دَمٌ=قَانٍ، وعِرْضٌ غَدَا لِلْعَارِ والْخَجَلِ
مَنْ مَازِنٌ تِلْكَ حَتَّى تَسْتَجِيرَ بِهَا؟!=أَنْتَ ابْنُ نَيِّفَةِ الأَمْجَادِ والطِّوَلِ
أَنْتَ ابْنُ زِنْدِكَ، قُمْ لِلْعِرْضِ يا رَجُلاً=لُعِنْتَ - إِنْ لَمْ تَقُمْ لِلْعِرْضِ - مِنْ رَجُلِ
آهٍ مِنَ الدَّمْعَةِ الْخَرْسَاءِ تَشْرَبُنِي=آهٍ مِنَ الصَّمْتِ أَوْفَى دَوْرَةَ الْعَطَلِ
بَعْضٌ مِنَ الأَرْضِ، أَوْ بَعْضٌ مِنَ الإبِلِ=أَو بَعْضُ أَهْلِكَ في " تَوْلِيفَةِ " الدُّوَلِ
أَعْطُوكَ بَعْضَكَ مَسْقُومًا عَلى عَجَلِ=وَظَلَّ بَعْضُكَ مَرْقُومًا إِلَى أَجَلِ
فَأَيَّ بَعْضِكَ أَبْقَوْا تَحْتَ شَأَفَتِهِمْ=تاللهِ تَعْرِفُ مِنْ تَرْنِيمَةِ الْغَزَلِ
وَاَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ الأَرْضَ ذاكِرَةٌ=سَكْرَى بِمَا أَبْدَعَ الْمُوَّالُ في الزّجَلِ
يا مَنْ يُنَافِحُ عَنْ حُمَّى دُوَيْلَتِهِ=في نَاقِصٍ مِنْ تُرَابٍ غَيْرِ مُتَّصِلِ
يَسْرِي عَلَى هِمَّةٍ عَرْجَاءَ يَسْلُكُهَا=في الْوَهْمِ والعُقْمِ والإِفْلاسِ والْكَسَلِ
وَمَا دَرَى أَنَّ طَعْمَ الأَرْضِ يَخْبُرُهُ=شَدْخُ الشَّرَايينِ في فَوَّارِهَا الثَّمِلِ
يا أَيُّهَا الآبِقُ الْمَوْهُومُ هَل عَبَرَتْ=عَيْنَاكَ ثَغْرَ مَدَاها العَاطِرِ الْخَضِلِ
إِذَا تَبَدَّتْ عَلى الدُّنْيَا ضَفَائِرُهَا=تَنَشَّرَتْ حَدَقاتُ الأَرْضِ في الْخُصَلِ
فَهََلْ تَوَشَّحْتَ يَوْمًا مِنْ جَدَائِلِهَا=وَشَفَّكَ العَابِقُ الْمَعْجُونُ بالأُصُلِ
مِنْ قَبْلِ آدَمَ كَانَتْ هَذِهِ وَطَنًا=مُفَصَّلاً بِمَقَايِيسِي، وَلَمْ يَزَلِ
وَمُنْذُ أَبْدَعَ رَبُّ الْكَوْنِ آيَتَهُ=وَأَقْطَعَ الْخَلْقَ وَجْهَ السَّهْلِ والْجَبَلِ
أَوْحَى إِلَى الأَرْضِ أَنْ كُونِي مُسَخَّرَةً=لِلْعَابِرِينَ حُدُودَ الْعَيْشِ بِالْوَشَلِ
وَقَالَ لَمَّا تَجَلَّى فَوْقَ مُهْجَتِهَا=كُونِي فِلِسْطِينُ لِلثُّوَّارِ وَالرُّسُلِ
فَمَا جَعَلْتُكِ إِلاَّ أُخْتَ سَابِعَةٍ=تَنَزَّلَتْ بِرِسَالاتِي إِلَى الأُوَلِ
فَاسْتَأْمَنَتْهَا وُفُودُ الأَنْبِيَاءِ عَلى=دَمِ الشَّهَادَةِ، والشَّدَّاتِ والنَّفَلِ
فَمَا يُنَازِعُهَا تَوْقٌ إِلَى فَلَكٍ=وَمَا يُصَارِعُهَا اُفْقٌ لِمُرْتَحَلِ
تَرَصَّعَتْ في جَبِينِ الأَرْضِ، واعْتَدَلَتْ=تَاجًا تَحُجُّ إِلَيْهِ جَبْهَةُ الْمِلَلِ
لأَجْلِهَا تُكْمِلُ الأَقْمَارُ دَوْرَتَهَا=وَتَغْزِلُ الشَّمْسُ بَاقَاتٍ مِنَ السَّبَلِ
الْبَحْرُ والنَّهْرُ حَدَّاهَا مِنَ الأَزَلِ=كالْجَفْنِ والْجَفْنِ حَدَّا لُؤْلُؤَ الْمُقَلِ
وكَالْجَنَاحَيْنِ ضَمَّا بَيْنَ خَفْقِهِمَا=نَبْضًا تَسَيَّجَ بالرَّايَاتِ والْقُبَلِ
وَفَوْقَ غُرَّتِهَا أُفْقٌ يُرَصِّعُهُ=وَشْيٌ مِنَ الْكُحْلِ في سِرْبٍ مِنَ الْحَجَلِ
والْقَبْرُ فيها، وَإِنْ عَزَّتْ نَوَائِلُهُ=أَشْهَى إلى النَّفْسِ مِنْ قَصْرٍ عَلى زُحَلِ
إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ قَوَّامًا بِلا كَسَلِ=فَخَلِّ عَنْكَ، وَعُجْ بِالْعَجْزِ، واعْتَزِلِ
ولا تُشَيِّعْ إِلَى مَهْوَى الرَّدَى وَطَنًا=صَبًّا يُجَرِّرُ أَحْلامًا على السُّبُلِ
تَبَّتْ يَدٌ بَيْنَنَا لَمْ تَسْتَبِحْ أَرَقًا=وَلَمْ تُعِدَّ لَظًى لِلْمَوْعِدِ الْجَلَلِ
فَإِنْ تَخَطَّفَ بَعْضَ المُشْتَهَى ظَمَأٌ=فَأَعذَبُ الْوِرْدِ في بَاكُورَةِ النَّهَلِ
أَذِبْ إِذًا كُلَّ خَفَّاقٍ لَهَا وَلَهًا=وَكُلَّ ما سَلَكَتْهُ الرُّوحُ في الرِّفَلِ
لَوْلا اللِّقَاءُ عَلَيْهَا، ما انْتِظَارُ غَدٍ؟=وَمَا تَلُهُّفُ أَرْحَامٍ إلى الْحَبَلِ؟!
وَما الْحَياةُ بِلا اسْتِشْرَافِ طَلْعَتِهَا=والمَوْتِ عِشْقًا على أَعْطَافِهَا الْمُثُلِ؟!
فَلا تُغَادِرْ شَذَاهَا إنْ طَغَى وَهَنٌ=فَمَوْسِمُ الْعَزْمِ آتٍ في عُلا الْبَدَلِ
مَا زَالَ في الْعَيْنِ دَمْعٌ يُسْتَجَارُ بِهِ=وَفي الْحَنَايَا قُرُوحُ الْفَقْدِ والثَّكَلِ
وَلَمْ تَزَلْ تَعْتَلِي في قَهْرِنَا جُدُرٌ=وَبَيْنَنَا يَسْتَجِيرُ الْصَّوْتُ بِالْخَطَلِ
فاقْبِضْ دُمُوعَكَ، كَيْ تَهْنَا بِفِتْنَتِهَا =وَلا تَقِفْ دُونَهَا كَالأَبْكَمِ الْعَزُلِ
فَقَدْ تَقَادَمَ هّذا النَّفْيُ، وامْتَعَضَتْ=مِنْكَ الْمَنَافِي، وَقَدْ بَالَغْتَ، فاعْتَدِلِ
وَيَا فِلِسْطينُ عُذْرًا إنْ قَبَضْتُ فَمِي=قَدْ شَرَّقَ الصَّوْتُ طَيَّ الخُلْفِ والْحَوَلِ
هَاتِي شَوَاطِئَكِ الْغَرْقَى لِقَافِيَتِي=لَعَلَّهَا تَرْتَوِي مِنْ عَزْفِهَا الْجَذِلِ
لا فُضَّ بَحْرُكِ إِذْ أَوْحَى إِلَى دَنِفٍ=أَنَّ النَّجِيعَ مُهُورُ الْغِيدِ والْفُضُلِ
هَذِي الشَّرَايينِ أَنْهَتْ فيهِ زِينَتَهَا=وَزَفَّةُ الْفَجْرِ في الْمَيْدَانِ سَوْفَ تَلِي
فَقَدْ سَرَتْ غَضْبَةُ الْفَاروقِ في دَمِهِ=وَكَفُّهُ أَدْلَجَتْ تَسْتَلُّ سَيْفَ عَلِي
فَكَفْكِفِي الدَّمْعَ في عَيْنَيْكِ، وابْتَسِمِي=ها نَحْنُ عُدْنَا إلَى عَيْنَيْكِ فَاكْتَحِلِي![/poem]