لَسْتُ مَسْؤولَةً عَنْ جُنُونِكَ يا سَيِّدِي!
*شعــر: هــلال الفــارع
[frame="13 70"]تُؤَنِّبُنِي؟!
لسْتُ مَنْ أَحْرَقَ الأَشْرِعَهْ
وَأَلْقَتْكَ في صَلَفِ الْبَحْرِ،
تَبْتَلِعُ الْمِلْحَ، وَالْحُلُمَ الْمُسْتَحِيلْ
وَتَرْتَجِلُ الْخَوْفَ والرَّجْفَةَ الْمُوجِعَهْ
وَلَسْتُ الَّتي أَجْهَضَتْ مَوْسِمَ العِشْقِ فيكَ،
وَلَوْحَةَ ذَاكَ الشُّرُودِ الْجَمِيلْ
وَرَدَّتْكَ تَشْرَبُ مِنْ ثَلْجِ كَفَّيْكَ،
كيْ تُطْفِئَ الْجَمْرَ في نَبْضِكَ المُسْتَبَاحِ الْقَتيلْ
أَنَا لمْ أُرَتِّبْ لِقَلْبِكَ أَيَّ لَِقَاءٍ على شَاطِئِ الأُمْنِيَاتِ،
وَلَمْ أَخْتَرِعْ مَصْرَعَهْ
وَمَا كَانَ في البَالِ أَنْ أَسْتَفِزَّ خُطَاكَ إِلَيَّ كَثِيرًا،
وَأَنْ تَنْتَهِي – قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ – الزَّوْبَعَهْ
تُؤَنِّبُنِي؟!
لَمْ أَكُنْ أَقْصِدُ الإِنْتَهَاءَ كمَا تَبْتَغِينِي،
وَمَا كَانَ في خَاطِرِي
– حينَ جَنَّنْتُ عَيْنَيْكَ –
أَنْ أَشْتَهيكَ، كَما تَشْتَهِينِي،
أَتَيْتُكَ أَنْشُرُ في هُدْبِ عَيْنَيْكَ عِطْرَ حَنِينِي،
أَتَيْتُكَ مُخْتَارَةً طائِعَهْ
أُرَتِّبُ فَوْقَ عُرُوقِ يَدَيْكَ
وَشَاوِشَ كَفٍّ مُسَافِرَةٍ ضَائِعَهْ
وَمَا جِئْتُ أَبْحَثُ عَنْ دِفْءِ حِضْنِكَ،
ما جِئْتُ أَرْغَبُ في قَامَةٍ فَارِعَهْ
وَفِي جَمْرِ ما تَصْطَلِي مِنْ صَهِيلْ
تُؤَنِّبُنِي؟!
لَسْتُ مَسْؤولَةً عَنْ جُنُونِكَ يا سَيِّدِي،
لا تُهَدِّدْ إِذًا بالرَّحِيلْ
فَإِنَّكَ لَمْ تُتْقِنِ الحُلْمَ يَوْمًا،
وَلَنْ تُتْقِنَ اليوْمَ حُلْمًا،
ولا بُدَّ...
لا بُدَّ أَنْ تَسْتَقِيلْ!
[/frame]