تَعَالَيْ لآخِرِ دَمْعٍ يُغَالِبُ عَيْنِي

*شعــر: هــلال الفــارع

[frame="13 70"]يُرَاوِدُنِي فيكِ جُرْحَانِ:
صَوْتِي، وَمَوْتِي،
وَنَهْرٌ مِنَ الْخَفْقِ، والخَوْفِ،
والإِنْتِظَارِ الْمُمِلِّ الطَّويلِ
وَأَشْهَقُ قَبْلَ الوَدَاعِ الأَخيرِ،
وَيَقْفِزُ آَخِرُ نَبْضٍ،
إِلى شُرْفَةِ الإِحْتِضَارِ الْجَمِيلِ
تَعَالَيْ:
فَتَأْتِينَ كَالْحُلُمِ الْمُسْتَبِدِّ،
ثُلُوجًا تُدَثِّرُ في سَاعَةِ الصِّفْرِ صَمْتِي،
وَتُنْهِي ذُبُولِي
هُنَالِكَ يَسْرِقُنِي الْوَقْتُ مِنِّي،
فَلا وَقْتَ عِندي،
لأَهْرُبَ مِنْ مُسْتَحِيلاتِ وَقْتِي،
وَلا وَقْتَ عِنْدِي، لأُقْنِعَ نَفِسِي،
بِأَنَّكِ آتِيَةٌ في فُصُولِ الصَّقِيعِ
وَبَيْنَ فَوَاصِلِ هذا الْفَرَاغِ الْمُرِيعِ
لِتَشْرَبَ عَيْنَاكِ ما شَاءَتَا مِنْ هُطولِي
أَنَا أَسْتَطِيعُ الْبَقَاءَ،
إِلَى أَنْ أُعَلِّقَ ما بَيْنَ عَيْنَيْكِ
مَرْآى نُحُولِي
وَآَخِرَ فَصْلٍ لَدَى حَمْحَمَاتِ خُيُولِي
تَعَالَيْ لآخِرِ دَمْعٍ يُغَالِبُ عَيْنِي،
وَأَشْرَقُ فيهِ لآخِرِ تَنْهِيدَةٍ في فُضُولِي
يُرَاوِدُني فيكِ جُرْحَانِ لا يَبْرَآنِ:
جُنُونِي، وَمَوْتِي
فَمَاذَا يُرَاوِدُ عَيْنَيْكِ في لَحَظَاتِ أُفُولِي؟
تَعَالَيْ لآخِرِ حُبٍّ، وآخِرِ نَبْضٍ،
تَعَالَيْ، تعَالَيْ.. وَقُولِي
فَمُنْذُ اخْتَرَعْتُكِ كي تَعْشَقِينِي،
وَصَمْتُكِ يَعْصِفُ بي كُلَّ حينِ،
وَيَنْهَرُنِي كُلَّمَا جِئْتُ:
في خَافِقِي بَعْضُ رَجْفِي،
وَفَوْقَ لِسَانِي ذُهُولِي!
[/frame]