سلامٌ عليكم، هذه أولى مشاركاتي في منتداكم الرائع، تحية فارعة للسماء لشاعرنا الكبير هلال الفارع، وللقائمين على هذا المنتدى.

فـِــــــيْ حـَـــضْــــرَتـِـــــهـَـــــــا

المَوتُ الآنَ في حَضرَتِها،
لـَمْ يتركْ فِيْ السَّماء ِ سَماءً للعَصَافِيرِ
كـَي تـُغـَني لأطفـَالـِهْا "عصفور طل من الشباك"
والطـَائـِراتُ الوَرَقـِيـة
تـُسَابـِقُ الرِّيحَ، لِتـَستفزَ دِمَاءَ الأزِّقة
كَي تـَفْرَحْ قـَليلا ً ...
في أوج ِ زينتها، تـَستقبـِلُ المَدى
وتـَسرقُ مـِن السَّرمَدِ مَعبَرا ً
للأوتارِ الخائـِفة ْ ،
لتـَحنو عَليْها وَهُناكَ تنتـَظِرْ ...
وَتنتظرُهَا شـَوَاهـِدُ الشُّطآن ِ
وَالأرض ُ فـِي المَنـَايَا وَالشـَظَايـَا
ذَاكـِرَة ُ حِكاياتُ الجَداتْ،

العِتِمُ في شُرفـَتِهَا،
يَستنشِقُ هَواءَ الشـَّقيقِ وَكأنَ شَفـَقه كـَحمرتها؟
احمَّريْ ... احمَّري ْ... فأنتِ الآنَ مـُشتـَهاة ٌ
كـَعِطرِ الأبدي كـَالنّشوَة ِ كأيِّ شـَيءٍ ... سِوَانـَا
لستِ حَدثا ً ناعما ً
ولَست ِ حُدودا ً عُثمانية ً، وَسُلطانـُكِ لَيسَ بـِنائـِم ْ
فـَلا جُنودُ بعد، يَحفُرُونَ عَلى طَرَفيك ِ العَلم َ
وَلا سُدودُ تـُظلُ المَعالِمَ فيكِ أنوثة ً عَابرةْ

الجَوابُ الآنَ فـِي خَاصِرَتِهْا، والشَرِه ُ
يَسيلُ لعابه ُ عَلى كـَعبِها،
يـَتراكَمُ يـَتكـَدّسُ، فَوقَ ضـَفائـِرها سُؤالا ً
كثيرا ً، وَهُمْ
كالعُشب يَتكاثـَرونَ عَلى سُفوحكِ كـَالحَنظـَل،
وَلا سـِواك ِ يـَرمـُقنـَا ... فـَتـَكـَحّلي ... تـَكـَحّلي
فـَالسّماءُ تـَغارُ مـِنْ تـِلكَ الحَربَة ْ
دَعُوهَا "غزاوية" فالأرضُ أيضَا ً تـُغَارْ
فلن تكونَِ مُلاحَظة ً عَلى شـِفاهِ الاعتدالِ
أو قـُربَانا ً للرّبِ أو عـُرفانا ً بالـ قـَتيل ِ
غزة، إن سَألكِ الله ُ عـَنا، فـَقـولي:
ذَهَبوا للبرّيةِ يقتتلونْ، فـَفِي بـِلادِيَ إنْ لـَمْ تـَكـُنْ اصطَبلا ً
فأنت َ اسْما ً عَلى قِـرْبـَة ...
غزة،
غـَني ... وَغـَني لنا ... وَتمني لنا مَوتك ِ المُشـْتـَهى



سلام ٌ عليكم أيها الشهداء ...
فادي فنون