برِّية


سمتان ِكنَّا ,وانتبهنا حينما
سقطتْ قُطيرات الندى تحت الجفونْ
وتلاحقتْ أصداؤنا
من قبل مبعثنا هنا
قبل البريةِ أُكسبت أجسادُنا حب البقاءِ
وأرقتْ أرواحنا - فى النوم ِ - ماشيةٌ تجوسُ
ونحن فى زحلِ ِالنحوسْ
كنا حيارى قبل منبتنا, وقبل تمامنا
كنا نسطِّر أحرفا
ونُزيلُ من طرقاتِنا أعداءنا
كنا نراقبُ نجمة , ونجيمةً
كنا ندور, ونختفي
تحت الحشائش ِفى الحقول
نُلقى بأكبرِ همنا فى اليمِ
نتبعه بآلاف الحجارةِ, والسبابِ
ونرتقي وعرَ الشجرْ
تتساقط ُالأحلامُ خلف مزيجنا
ونزيح ُمن قاموسنا الأْتراح, والأوجاع
نذروا بأسنا بين الأماكن فى الصقاعِ
وحين تخضّر الحقول نذوبُ فى بلورها
نسري الى الخدرِ العميقْ
ويلفّنا نزقُ المطرْ
نرتدُّ للصحراء, نخلعُ عرينا
نقضى هنالك ألف عامْ
نجلو مناسكنا, وترعانا الذئابْ
نُزيدُ تلاحم الأشياء بالأشياء
نتابعُ بأسنا بالقدرة الأولى
ونكسبُ قوتنا بالقنصِ
مرتدِّين مثل النهرِ عند السدْ
ُمنحطِّين من أعلى لأقصى حدْ
نردد سورةَ الإخلاصِ
نمضى نزرع ُالملكوت بالأنهارْ
مَرقصنا شعاعِ الشمس
منبتنا على الأحجارِ كالأعشابْ
نُلاصقُ وخزةَ الأشواكْ
يُحيينا ترابُ الغابةِ الخضراء, يُنبتنا
تناهى الكونُ
واشتدّتْ سوعدنا كما كانت هنا من قبل مولدنا
وقبل ثبوتنا فى اللوحِ, كنا نلقفُ الثمراتِ
من أعلى الشجيراتِ
ونأكلُ ما تبقى من خشاشِ الأرضِ
نشربُ من رحيقِ الزهرِ
نلبسُ ما خصفنا من وريقاتِ الشجرْ
نتلو بداياتِ السورْ
نلهو على العرش ِالمنمقِ بالتماعاتِ الذهبْ
وننامُ فى حضن البريةِ
منصتين الى التسابيح العليةْ
تتواترُ الأحلامُ بين ضفافنا
وصعودنا كهبوطنا
لا شئ يدفعنا سوى القدرِ المخبأ فى المحا رْ
سمتان كنّا
وانتبهنا عندما
حلَّ الدما ر.

شعر/شريف الدمناوى