[align=right]خرجت من البيت تتعثر بدموعها التي لم تعرها أمُّها أدنى اهتمام، فتسألها عما يجعلها ترفض الذهاب إلى دكان حسام البقال لإحضار بعض مايلزم للضيافة، التي ستقدمها لصديقاتها عندما يأتين لزيارتها بعد ساعة من الآن. وقفت بباب البقالية كسيرة، مطرقة أرضًا. أنهى تلبية طلبات الزبائن على عجل، وهي ماتزال مسمرة في الباب لاتحرك ساكنًا.
-ادخلي ..
دخلت خلفه من باب يودي من الدكان إلى بيته.. أغلق الباب وراءه.
تناولت أمها الأكياس دون أن تسألها عن سبب تأخرها، وقد اقترب وصول الزائرات .
بعد شهرين سقطت جلاء فوق الأرض مغميًا عليها.. نقلت إلى المستشفى.
طلبت والدتها إسقاط الجنين خشية أن يعلم والدها بالأمرعندما يعود من السفربعد طول غياب. رفض الأطباء القيام بعمل يعاقب عليه القانون.
وفي اليوم التالي خرجت أمها كسيرة من دكان حسام الذي رفض الزواج من ابنتها بحجة أنها ليست بقاصر، وأنه لم يغصبها على شيء.
وذات يوم كان جنازة جلاء تغادر الحارة بسيارة نقل الموتى، وليس وراءها إلا بضعة رجال كانوا يقطعون الطريق مصادفة، فلحقوا بالجنازة.

[align=center]بقلم
زاهية بنت البحر[/align]
[/align]