النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حَذَّرُوني مِنَ الحنينِ كثيرًا !!

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    افتراضي حَذَّرُوني مِنَ الحنينِ كثيرًا !!

    [align=center]حَذَّرُوني مِنَ الحنينِ كثيرًا !![/align]
    [align=center]*شعــر: هــلال الفــارع[/align]


    [poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="silver" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أَوْرَقَ الدَّمْعُ لَحْظَةَ الإِطراقِ=فَوْقَ خَدِّي مَصَارِعَ الخَفَّاقِ
    فَبَدَا صَمْتُهُ الأَخِيرُ مُرِيبًا=وَحَرِيصًا على الأَذَى والشِّقَاقِ
    لم يَعُدْ يَرْغبُ الغداةَ كثيرًا=في الأمَانِي، وصُحْبَتِي في السِّبَاقِ
    وانْتَحَى جَانِبَ الذَّرائِعِ لَمَّا=خانَنِي لحْظَةَ الرَّجَاءِ فَوَاقِي
    كِدْتُ أَرْضَى بآخِرِ الْوَشْيِ مِنْهُ=في لِهَاثِي، وفي لَظَى الأعْراقِ
    بَيْدَ أَنِّي فَطِنْتُ أنَّ دِمَائِي=لم تَعُدْ بَعْدُ من سُرَى الْعُشَّاقِ
    قلتُ أدنُو منَ الطَّبيبِ قليلاً=نَتَنَاغَى في ضَيِّقٍ مِنْ نِطَاقِ
    أَنْكَرَ الطِّبُّ والطبيبُ عُرُوقًا=خَاويَِاتٍ سِوى منَ الإرْهَاقِ
    وبَدََتْ في الوُجُوهِ فَحْوَى سُؤالٍ=صَارخِ الْحَرْفِ هَمََّ بِاسْتِنْطَاقي
    قلتُ: في القلبِ.. ثمَّ أَوْكَى لِسَانِي =وأشارتْ يَدِي إلى أوْرَاقي
    ذاكَ ما رَوَّعَ الأُسَاةَ فقَامُوا=يَسْتَبِينُونَ بَيْنَهُمْ ما أُلاقِي
    ثم راحُوا يُقَلِّبُونَ بِقَلْبِي=صَفَحَاتٍ مِنَ الهُمومِ الْعِتاقِ
    كنتُ أُصْغِي، وخَاطِري يَتَشَظَّى=في عُيُونٍٍ تَغُوصُ في الإشْفَاقِ
    يتناجَوْنَ دونَ حِرْصٍ وإنّي=شَاهِقُ القلبِ مِنْ غِيَابِ الْمَتَاقِِي
    كم تمنيتُ لو أَسَرُّوا حديثًا=أو أَدَارُوهُ في ظِلالِ السِّيَاقِ
    سوف تَنْجُو.. وَعَمَّقُوا مِنْ ظُنُونِي=حينَ فَرَّتْ مَلامِحُ الأَحْداقِ
    كيفَ أنجو وجَفْنَةٌ مِنْ لَهِيبٍ=فوقَ صَدْرِي، وَجَمْرُها أَعْمَاقي؟
    أيُّ قلبٍ على السَّريرِ مُسَجًّى=ليسَ تُجْدِيهِ حِيلَةُ التِّرْيَاقِ؟
    خَدَرٌ جَالَ في الأَنَامِلِ حينًا=وانْسِدَادٌ بِذِي الشَّرَايينِ بَاقِ
    وَطُيُوفٌ تَمُرُّ خلفَ عُيوني=إنَّهُ الموتُ حَلَّ في الآفاقِ
    وَيْحَ قلبي، أَيَنْتَهي النَّبْضُ فيهِ=قبلَ أنْ تَسْتَبِيحَهُ أشْواقِي؟
    لم أزلْ أُقْرِئُ الْغُروبَ سَلامِي=وأُبارِي الصَّبَاحَ في الإشْراقِ
    وَأُغَنِّي هَوَايَ في لَحْنِ صَمْتٍ=خَانِقِ الصَّدْحِ مُسْتَفِزِّ الْمَذاقِ
    كُلَّمَا قُلْتُ مَوْطِنِي حَطَّ نَجْمٌ=في شِفَاهِي مِنْ حِضْنِ سَبْعٍ طِباقِ
    فَتَهَدَّجْتُ في حُرُوفي وَنَبْضِي=وَتَبَرَّجْتُ مِنْ دُموعي الرِّقاقِ
    إنّ هذا الْجَفَاءَ وَجْهُ عَدُوٍّ=قاسِيَ الطَّبْعِ ما لَهُ مِنْ خَلاقِ
    أَوْدَعَ اللَّيْلُ سَهْمَهُ في فؤادي=ثم أَغْفَى، فَمَا لَهُ مِنْ رَاقِ
    وَرَمَانِي على مَجَاهِلِ دَرْبٍٍ=تَعِسَتْ بالنُّدُوبِ والأنْفَاقِ
    أشتكي الْوَجْدَ إنَّما ليسَ يُصْغِي=غيرُ دَمْعِي لِدَمْعِيَ الْمِهْرَاقِ
    قد وَأَدْتُ النَّوَى، وَلَكِنْ بِقَلْبِي=أيُلامُ الشِّرْيانُ في إِمْلاقِ؟!
    ثم لمَّا سَأَلْتُ عنْ بَرْقِ عَهْدٍ=قدْ يَقِينِي مَوَاجِعِي واخْتِنَاقِي
    آنَسَ الْبُعْدُ في حَشَايَ مُقَامًا=وتَمَطَّى أَسَايَ في إِخْفَاقِي
    رَبِّ إنِّي مُغَيَّبٌ في رُفَاتِي=وَغَرِيبٌ مُؤَمِّلٌ بِالتَّلاقِي
    فَأَغِثْ لَهْفَةَ الْمُفَارِقِ أَهْلاً=رَاكِضًا خَلْفَ حُلْمِهِ الْبَرَّاقِ
    ليسَ مِنْ طَبْعِهِ الْبُكَاءُ وَلَكِنْ=تَغْلِبُ الصَّبْرَ دَمْعَةُ الْمُشْتَاقِ
    وَحَنِينٌ إلَى مَدارِجِ رُوحٍ=يَزْرَعُ الشَّوْكَ كُلَّهُ في الْمَآقي
    كيفَ يَغْفُو على الفِرَاقِ ذَبِيحٌ=بِعُيُونٍ سَخِيَّةٍ كَالسَّواقي؟
    كيف يغفُو وَكُلَّمَا هَمَّ جَنْبٌ=بِفِرَاشٍ أَقَضَّ بَوْحَ الْعِنَاقِ؟!
    ليسَ عندي بِغُرْبَتِي غيرُ قَلْبِي=ضَنَّ دَهْرِي بِخِلَّتِي وَالرِّفَاقِ
    وَرَمَانِي على السَّبيلِ وَحِيدًا=تَعْتَرِينِي نَهَامَةُ الطُّرَّاقِ
    سَطْوةُ الدَّهْرِ كَوْنُهُ حَدَّ سَيْفٍٍ=لا يُراعِي ضَرَاعَةَ الأَعْنَاقِ
    فإذا حَزَّ أَوْغَرَ الْقَطْعَ فيها=وتوارَتْ خُرافَةُ الإعتاقِ
    قَرِّبِي كَفَّكِ الصَّغِيرَةَ مِنِّي=وَخُذِي بَعْضَ رَجْفَتِي وَاصْطِِفَاقِي
    إنَّنِي خَائِفٌ وفي شَهَقاتِي=مِثْلُ نَارٍ تَشِبُّ في أَعْرَاقِي
    حَذَّرُونِي مِنَ الْحَنينِ كَثِيرًا=وَمِنَ الْحُبِّ وَالْبُكَا وَالْفِرَاقِ
    وَمِنَ الصَّمْتِ وَالْقَوَافي، وقالُوا:=إنَّ بَعْضَ الدَّاءاتِِ في الإِطْرَاقِ
    قَرِّبِينِي إليْكِ ثُمَّ أَدِيمِي=سَهْمَ عيْنَيْكِ كي يُجِيدَ اخْتِرَاقِي
    واقْرَئِينِي فإنَّ رَشْفَةَ شِعْرِي=مَا وَعَاهَا على الشِّفَاهِ السَّاقِي
    قَرِّبِينِي إلى جَدَائِلِ "قُصْرَى"=واتْرُكِينِي بِحِضْنِها الدَّفَّاقِ
    يَعْلَمُ اللهُ كَمْ أُنَاجِي كُرُومًا=أَسْكَرَتْني كَمِثْلِ كَأْسٍ دِهَاقِ
    وَتَهادَى إليَّ بَعْضُ شَذاها=فَأَعَادَ الْحَيَاةَ في أَرْمَاقِي
    لستُ وَحدي أَسِيرَها بِعَبيرٍ=نَثَرَ السِّحْرَ في مَدَى النُّشَّاقِ
    قَرِّبيني.. لُعِنْتِ إنْ لمْ تَجِيئِي=مِثْلَ بَرْقٍ عَلى جُنُونِ بُراقِ
    واحْمِلِينِي فقدْ شَبِعْتُ اغْتِرَابًا=وَكَرِهْتُ النَّوَى على الإِطْلاقِ
    لم تَعُدْ قِصَّةُ الحَياةِ بِحَدْسِي=غيرَ مَوْتٍ بِرَسْمِ الاِسْتِحقاقِ
    فإذا الطَّعْنَةُ الأَخيرَةُ حَلَّتْ=وَتَجَلَّتْ بِشَفْرَةِ الْمِخْراقِ
    سوفَ تَنْعَى الحَياةُ فوضَى قُلوبٍ=وصدورًا رَدِيئَةَ الإِغلاقِ
    أَيُّها الْمَوْتُ خُذْ دَمي.. خُذْ دُمُوعي=ثمَّ خُذْني.. وخُذْ بَقَايا الْبَاقي
    إِنَّما دَعْ لَدَى البُحُورِ يَراعِي=لِيُبَاهِي بِحُلْمِنا الْعِمْلاقِ!![/poem]
    التعديل الأخير تم بواسطة هلال الفارع ; 04-12-2009 الساعة 07:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك