[align=center]أَيُّهَا الْعَابِرُونَ حَرَّ حُرُوفِي... كَمْ كَبُرْتُمْ مَكانةً بِهجائي!![/align]

[align=center]مُهداة إلى شلة ضائعة في الصحراء، وعلى أرصفة السّفه، وفي أزقّة الفراغ![/align]
[align=center]*شعر: هــلال الفــارع[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/47.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خَوَرُ الْعَزْمِ في كَثِيرِ الثُّغَاءِ=والْحَمَاقَاتُ كُلُّها لِلشَّقَاءِ
والذي يَمْلأُ اللَّيالِي نُبَاحًا=لا يَرَاهُ الصَّبَاحُ في الأَرْجَاءِ
كيفَ يُصْغِي إلى نِدَاءِ شُرُوقٍ=بَعدمَا كَلَّ مِنْ نُباحِ الْمَسَاءِ؟
دَيْدَنُ الْكَلْبِ أَنْ يُرَاهِقَ لَيْلاً=ثُمَّ يَقْضِي نَهَارَهُ فِي انْطِوَاءِ
تَارِكًا كَلْبَةً تُصَارِعُ بُؤْسًا=وذُبابًا على عُيُونِ الْجِرَاءِ!

أَيُّهَا الْمَالِئُ الْفَضَاءَ خَزَايا=في ضُمُورٍ وَغَفْلَةٍ مِنْ إِبَاءِ
حَامِلاً نَقْدَ ذِلَّةٍ في يَدَيْهِ=كيفَ تَبْتَاعُ عِزَّةً بِالْخُوَاءِِ؟!
أَنْتَ تَحْتَاجُ جُرْأَةً مِنْ ضَمِيرٍ=يَتَعَرَّى مِنَ الدَّعِيِّ المُرَائِي
وَيُوَارِيكَ سَوْأَةً لا تُوَارَى=دُونَ قَتْلٍ لِنَفْسِكَ التَّعْسَاءِ
دُونَكَ الْعَارُ، دُونَهُ أيُّ دُونٍ؟!=فَتَلَطَّمْ بِهِ بِلاَ اسْتِحْيَاءِ

لَسْتُ أَهْجُوكَ، فَاسْتَرِحْ، كيفَ أَهْجُو=نِصْفَ نَعْلٍ مُفَارِقٍ لِحِذَائِي؟
لَسْتُ أَهْجُو، ولوْ هَجَوْتُ، يَمِينًا؛= سَأُذَرِّيكَ عِبْرَةً في الْفَضَاءِ
لَسْتُ في وَارِدِ الْهِجَاءِ، وَلَكِنْ=لَزَّنِي لِلْقَصيدِ حُمْقُ الإِمَاءِ
فَانْتَسِبْ إِنْ تُرِدْ بَقَايَا حَيَاةٍ=لِلرِّجَالِ النِّسَاءِ، أوْ لِلنِّسَاءِ
لِلَّوَاتِي يَئِسْنَ فيكَ مَحِيضًا=وَتَرَخَّصْنَ مِنْ جَنَى الأَثْدَاءِ

وَتَآكَلْنَ في الْمَدَى صَدِئَاتٍ=تَعِسَاتِ الْوُجُوهِ والأَسْمَاءِ!
هَلْ وَعَى مَنْ أَجَارَ خَائِنَ أَهْلٍ=أنَّ بَعْضَ الْوَبَاءِ فِي الإيوَاءِ؟
لَيْتَهُ اسْتَدَّ بِالأَنَاةِ قَليلاً=فِي نَطِيحٍ وَحَيَّةٍ عَمْيَاءِ
وَدَعِيٍّ تَئِنُّ فيهِ اللَّيالِي=مُنْذُ فِرْعَوْنَ فَاقِدٍ لِلْوَلاءِ
يَتَعَرَّى مِنَ الرُّجُولَةِ كَيْمَا=يَصْطَفِيهِ الرِّجَالُ فِي الأَثْنَاءِ

فَيُدَاوِي جُرُوحَ جُوْعٍ قَدِيمٍ=وَرَّثَتْهَا سَفَاهَةُ الآبَاءِ
لَيْتَ شِعْرِي، وَلِلرِّجَالِ نَصِيبٌ=مِنْ دَلالاتِ عِزَّةٍ حَمْرَاءِ
تَتَهَادَى على الْجَبِينِ فَخَارًا=وَتُبَاهِي بِنَكْهَةِ الْكِبْرِيَاءِ
ما الَّذِي يَجْرَحُ الرُّجُولَةَ حَتَّى=تَتَهَاوَى كَرِمَّةٍ فِي الْعَرَاءِ
يَشْرَبُ الْعَارُ مَاءَهَا، وإليْهَا=تَتَنَاهَى زَوَاحِفُ الدَّهْنَاءِ؟!

لَيْتَ مَنْ أَكْرَمُوا وِفَادَةَ عَبْدٍ=فَطِنُوا أَنَّ هَمَّهُ فِي الثَّوَاءِ
فإِذَا مَا اسْتَقَرَّ حِيْنًا سَتَصْحُو=وَخْزَةُ الْغَدْرِ في خَبِيثِ الدِّمَاءِ
هَكَذَا الْعَبْدُ؛ نِصفُهُ في خُضُوعٍ=وَيِفِيهِ بِنِصفِهِ فِي الْغَبَاءِ!
أَيُّ حُمْقٍ مُؤَطَّرٍ بِالرَّزَايَا=فَتَنَ الْحِلمَ عَنْ رُؤَى الْحُلَمَاءِ
فَتَنَادَوْا إِلَى بِسَاطِ سِبَابٍ=يَخْجَلُ الشَّتْمُ مِنْهُ فِي الأَعْدَاءِ

قَعَدُوا كُلُّهُمْ مَقَاعِدَ وَطْءٍ=كََالْخَنَازِيرِ دُونَ أَدْنَى حَيَاءِ
فَإِذا الْبَيْتُ حَانَةٌ لِلْبَغَايَا=وَإِذَا الأَهْلُ نُطْفَةٌ فِي بِغَاءِ؟!
خَيَّمَ اللَّيْلُ، أَيُّ ضَوْءٍ سَيَهْدِي=مَنْ أَضَاعُوا هِدَايَةَ الآرَاءِ؟
أَيُّهَا الْعَابِرُونَ حَرَّ حُرُوفِي=كَمْ كَبُرْتُمْ مَكَانَةً بِهِجَائِي!
بَيْدَ أَنِّي مَنَعْتُ عَنْكُمْ سُمُومًا=بَعْضُهَا سُلَّ مِنْ ظَمَا رَقْطَاءِ

أَيْمُنُ اللهِ إِنْ تَظَلُّوا بِغِيٍّ=لَتَكُونُنَّ قِصَّةَ الشُّعَرَاءِ
وَحَدِيثًا غَدَا بِكُلِّ لِسَانٍ=كَاتِّصَالِ الْحَيَاةِ بِالأَحْيَاءِ
وَلَتَغْدُنَّ لَعْنَةً في خَرَابٍ=وَطَنِينًا بِصَحْفَةٍ خَرْسَاءِ
أَخْفِضُوا الصَّوْتَ إِنَّ أَنْكَرَ صَوْتٍ=مَا تَصَادَى عَلى فَمِ السُّفَهَاءِ
مَنْ رَمَاكُمْ بِمَلْعَبِي، وَطَلاكُمْ،=ثُمَّ أَقْعَى عَلَى لَظَى الإِغْوَاءِ؟

أّيُّهَا النَّاجِرُ الْهَوَاءَ بِحُمْقٍ=كيفَ تَغْدُو نِجَارَةٌ فِي الْهَوَاءِ؟!!
ضَجِرَ الْحَرْفُ مِنْ يَرَاعٍ صَغِيرٍ=حَدُّهُ عِنْدَ جُمْلَةٍ شَوْهَاءِ
أَنْتَ تَلْهُو على شَوَاطِئِ حَرْفٍ=مِنْ حُرُوفِي الَّتِي تَرَكْتُ وَرَائِي!
فإذا قُلْتَ قُلْتَ بَعْضَ مَقَالِي=وإذا حُزْتَ حُزْتَ ظِلَّ عَلائِي
فارعُ الحَرْفِ عابِرٌ بِيَراعي=فارغَ النَّفْسِ مُستَعيرَ الرِّداءِ
سَقْطَةُ التَّيْسِ حُمْقُهُ إِذْ يُلاقِي=أَسَدَ الْبَرِّ آمِلاً في الْنَّجَاءِ!

لا تَسَلْنِي: وَكيفَ يَغْدُو انْسِحَابٌ؟=أنتَ تَرْعَى بِفَضْلَةٍ مِنْ رِشَاءِ
فإذا فَزَّ نَحْوَكَ اللَّيْثُ يومًا=فَلْتُبَدِّلْ قَوَاعِدَ الْفِيزِيَاءِ
رُبَّمَا لَيْسَ لِلنَّجَاةِ طَرِيقٌ=غَيْرَ ذَوْبٍ على سَرَابِ الْهَبَاءِ
أوْ إِذَا شِئْتَ غَيْرَهَا مِنْ سَبِيلٍ=فَتَلَمَّسْ طَاقِيَّةَ الإِخْفَاءِ!
أَنْتَ في الْجَمْرِ سَارِحٌ في اعْتِبَاطٍ=هل سَتَصْحُو عَلى صُرَاخِ الْحَفَاءِ؟

لا رَعَا اللهُ عابِرًا في جَحِيمٍ=ظَنَّ أَنَّ الْجَحِيمَ صِنْوُ الْمَاءِ
قد تَعَدَّى حُدُودَ دِينٍ فَحَلَّتْ=لَعْنَةُ الْخَوْنِ مِنْ عَنَانِ السَّمَاءِ
خَائِنٌ أَنْتَ، والْقَصَائِدُ ظَمْآى=لِقِصَاصِ الأَحْرَارِ في الْجُبَنَاءِ
ما على الْحُرِّ إِنْ تَصَعَّرَ خَدٌّ=لِذَليلٍ، سِوَى اكْتِشَافِ الدَّوَاءِ
وَصْفَةُ الشِّعرِ يا صَغيرَ الثَّنايا=أن تَعُبَّ الصَّدِيدَ دُونَ البَقَاءِ

أنتَ تَحْتَاجُ عاجِلاً لانْتِحَارٍ=وَصْمَةُ الْعَارِ مُنْتَهًى في الدَّاءِ
لا أُسّمِّيكَ، يا زَوَانَ القَوافِي=يَصْغُرُ الشِّعْرُ مِنْ أَذَى الأَقْذاءِ
لا أُسَمِّيكَ، كيْ تَظَلَّ طَريدًا=تَتَشَظَّى عَلَى رِضَا الأَشْقِيَاءِ
لا أُسّمِّيكَ، فَالأَسَامِي انْتِسَابٌ=بَيْنَمَا أنْتَ نُطْفَةُ الأَدْعِيَاءِ!![/poem]