[align=center]إنّ اللآلي تُجَلّي ظُلْمَةَ الصَّدَفِ [/align]
[align=center]إلى أخي الشاعر المبدع الشريف أشرف الخضري[/align]
[align=center]*شعر: هــلال الفارع[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/28.gif" border="solid,2,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وَطَّنْتَ نَفْسَكَ لِلعلياءِ والرَّهَفِ=وما ارْتَضَيْتَ حياةَ الذُّلِّ والرَّسَفِ
تَدْنو منَ النَّجمِ ملْهوفًا لرؤيَتِهِ=والنَّجـمُ يرنو إلى لُقياكَ في لَهَفِ
فاصْبِرْ على وَجَعِ الدُّنيا وجُرْأَتِها=ولا إِخالُكَ إِنْ تَعْرِضْ لهـا تَجِفِ
ما كُنْتَ أوَّلَ مَخْدوعٍ بِزُخْرُفِها=وَلَسْتَ آخِرَ مَمْنـوعٍ مِنَ النَّصَفِ
يَكْفيكَ أَنَّكَ ما أَخْفَضْتَ شامِخَةً=وَأَنَّ كِبْرَكَ أَدْمى مِنْخَـرَ الصَّلَفِ
وَما أَطَقْتَ لهم فيها مُنادَمَةً=وَمَنْ يُطيقُ عَبيدَ السُّوءِ والْقَرَفِ ؟!
فَخَلِّ عَنْكَ ولا تَقْرَبْ مَجالِسَهُمْ=فَإِنَّهمْ جـَرَبٌ مُسْتَرْخَصُ النُّطَفِ
هُمُ العبيدُ ، وإِنْ بانَتْ ملامِحُهُمْ=شَقْراءَ .. بَرْصاءَ، أو حِنْطِيَّةَ الغُلُفِ
(لا تَشْتَرِ العبدَ حتَّى والعصا معَهُ)=إنَّ العبيـدَ بلا حِسٍّ ولا شَرَفِ
ما خَيَّمَ اللَّيْلُ في أَعْراقِهِمْ أَبَدًا=إلا ّ ليَرقُمَـهُمْ في مَنْبـتِ التَّلَفِ
وما تَناسَخَتِ الغِرْبانُ طَلْعَتَهُمْ=إلاَّ لِتُكْمـِلَ فيهـم دَوْرَةَ السَّلَفِ
الخائنون وفي أَخْلاقِهِمْ خَوَرٌ=والقانِعـونَ مِـنَ الإِنسانِ بالنُّتَفِ
ما ضَلَّ آخِرُهُمْ إلاّ بِأَوَّلِهِمْ=وما تَناخَوا سِوى في مَرْتَعِ الخَرَفِ
كَأَنَّهُم ْ حينَ مَدَّ اللهُ نِعمَتــَهُ=مَدُّوا مَشـافِرَهُمْ لِلتِّبْـنِ وَالعَلَفِ
لو رامَ كُلُّ هِجاءِ الضَّادِ سَوْأَتَهُمْ=لَمـا تَجـاوَزَ فيهِمْ حافَةَ الأَلِفِ
أَقْبِحْ بِهِمْ نُطَفًا زافـَتْ مَلامِحُها=مُذْ صَبَّها رَحِمُ الشَّوْهاءِ في الحَشَفِ
وَطَّنْتَ نَفْسَكَ ، داوِمْ أَنْ تُوَطِّنَها=عِلِّيَّـةَ الْماسِ ، لا جَبَّانةَ الْخَزَفِ
فَإِنْ طَغى اللَّيلُ أَطْلِِقْ ضَوْءَ قافِيَةٍ=إنَّ اللآلي تُجَلِّي ظُلْمَةَ الصَّدَفِ
واكْتُبْ بِنَبْضِكَ حتَّى لا تُهادِنَهُمْ=فَإِنَّهُمْ رِمَمٌ جافَتْ ، ... بِلا أَسَفِ[/poem]