هـذا العِـرَاقُ أَسَاسُ هـذا الكَـوْنِ في عَلْيَائِـهِ!!

هـذا العِـرَاقُ أَسَاسُ هـذا الكَـوْنِ في عَلْيَائِـهِ!!

*شعــر: هــلال الفــارع

[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="silver" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ضَجَّ الْحِذَاءُ، وجرَّ فيكَ عِتَابَا=لَمَّا غَزَوْتَ بفَرْدَتَيْهِ، وَخَابَا
وَعَلا صُرَاخُ أَدِيمِهِ، فَكَأَنَمَا=أَشْقَيْتَهُ، وَأَصَبْتَ مِنْهُ مُصَابَا
كَيْفَ ارْتَضَيْتَ لَهُ الْهَوَانَ، وإِنَّهُ=أَسْمَى، وأَشْرَفُ غَايَةً وَإِهَابَا
ضَيَّعْتَهُ، وزَهِدْتَ فيهِ، وَرُبَّمَا=لَوْ كُنْتَ قَدْ هَيَّبْتَهُ، لاهْتَابَا
لَوْ كُنْتَ – إِذْ أَعْمَلْتَهُ – وَسَرَجْتَهُ=صَوَّبْتَهُ بِرَوِيَّةٍ، لأَصَابَا

لَكِنَّكَ اسْتَعْجَلْتَ جَرَّ زِنَادِهِ=في مَرَّتَيْنِ، فَضَلَّ منْكَ، وَغَابَا
لَوْ أَدْرَكَ الإِسْكَافُ أَنَّ صَنِيعَهُ=سَيَخِيبُ، ما أَرْخَى عَلَيْهِ كِعَابَا
وَلَكَانَ أَخْلَعَهُ عَلَى سِنْدَانِهِ=بَعْضَ الْبَرَاذِعِ، أَوْ طَوَاهُ خَرَابَا
أفديكَ "مُنْتَظَرَ" العِراقِ، وفي فَمي=تَبْكِي القَوَافِي أُمَّةً تَتَغَابَى!
تَجْثُو وَفي آفَاقِها أَطْلالُها=خَجْلَى، وَتَسْأَلُ مُتَّقًى وَنِقَابَا

والأرْضُ تُعْوِلُ، والسَّماءُ تُجِيبُها=وتَهِيلُ دَمْعًا، يسْتَحيلُ سَحَابَا
يا أُمَّةَ الإٍسْراءِ والإعْرابِ هلْ=أَصْبَحْتِ إِصْرًا يَمْتَطِي أَعْرَابَا؟
سَدُّوا عَلَى كُلِّ المَكارِمِ بَابَهُمْ=وَنَضَوْا لِكُلِّ خَطيئَةٍ أَبْوَابَا
يَتَعَاوَرُونَ إِبَاءَهُمْ بِكُؤُوسِهِمْ=بِئْسَ الإِبَاءُ، وقَدْ أُرِيقَ شَرَابَا!
جَاءَ السَّفِيهُ إلَى العِرَاقِ يَحُفُّهُ=صَلَفٌ، وخَوَّانٌ يَبِيعُ تُرَابَا

وَقَفَا مَعًا: لِصٌّ يُعَايِنُ مَغْنَمًا=وَرَخيصُ نَبْضٍ، جَفَّ فيهِ، وَذَابَا
وَدَمُ الْعِرَاقِ يَصِيحُ في أَعْراقِهِ=يا مالِكِيُّ: أَلِي تَجُرُّ كِلابَا؟!
يا مَالِكِيُّ: أَنا العِرَاقُ، وَإِنَّنِي=وَطَنُ الغَيَارَى؛ مَلْعَبًا، وَقِبَابَا
مِنْ كَفِّ آشُورَ ارْتَدَيْتُ خَلاخِلِي=وَعَلَى يَدِ الْمَنْصُورِ طِرْتُ عُقَابَا
فَإِذَا كَبَتْ خَيْلِي، وَغُيِّبَ مَارِدِي=أَيَكُونُ أَهْلِي في المُصَابِ ذِئَابَا؟!

واظِبْ عَلى طَعْنِي، وَأَنتَ تَبيعُني=وافْرَحْ وأنتَ تَلُوكُ فِيَّ خِطَابَا
هِيَ فَرْحَةُ الْحَبَشِيِّ حِينَ يَحُزُّهُ=حَدُّ الحَدِيدِ، فَيَسْتَخِفُّ كِذَابَا
يَمْضِي، ويُمْعِنُ في التَّوَهُّم أَنَّهُ=حَيٌّ، وَيَرْكُضُ جيئَةً وَذَهَابَا
لَكِنَّهُ سَيَخِرُّ يَغْرَقُ في دَمٍ=يَجْرِي، ويَلْعَنُ في الْنِّزَاعِ ذِنَابَا
اِفْرَحْ إلَى حِينٍ، فَدَمْعُكَ قادِمٌ=سَتَسُحُّهُ نارًا تَشُبُّ عَذَابَا

هذا العِرَاقُ أَسَاسُ هذا الكَوْنِ في=عَلْيَائِهِ، وَيَطِيبُ فيهِ رِحَابَا
كَمْ مِنْ صَفيقٍ رَامَهُ مُتَغَطْرِسًا=لكِنَّهُ بالذُّلِّ فَرَّ، وَآبَا
يا أيُّهَا النَّخْلُ الْمُضَمَّخُ بالْهَوَى=وَلَدَى الشُّمُوسِ عُذُوقُهُ تَتَصَابَى
عَرِّجْ عَلَى بَغْدادَ في آهَاتِهَا =واطْرَحْ عَلَى الْكَرْخِ الْجَرِيحِ رِطَابَا
وامْسَحْ بِسَعْفِكَ دَمْعَةً بَصْرِِيَّةً =حَمْرَاءَ تَسْكُبُ لِلْعِطاشِ رُضَابَا

هذَا زَمانُ النَّعْلِ مَارَ بِبَاطِلٍ=يُعْلِي نِعَالاً، أَوْ يُمَالِئُ نَابَا
وَيَدُورُ في السُّفَهَاءِ يَخْطُبُ وُدَّهُمْ=وَيَمُرُّ في ظَمَإِ الرِّجالِ سَرَابَا
تَبَّتْ رِجَالٌ في مَلاهِيهِمْ، فَما =فَزُّوا إلى جُرْحِ العِراقِ غِضَابَا
مَاذا سَأَكْتُبُ فيكَ "مُنْتَظَرَ" الهُدَى=والقَلْبُ يَعْبُرُ في الظَّلامِ عُبَابَا؟
فَحِذَاؤُك المجْنُونُ ندَّ، ولم يُصِبْ=وَحِذَاءُ "بُوشٍ" قَدْ أَذَلَّ رِقَابَا!




[/poem]