المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَـيِّئْ لــنا عِنــاقًا طَويــلاً



هلال الفارع
04-08-2008, 07:37 AM
هَـيِّئْ لــنا عِنــاقًا طَويــلاً
- مهداة للدكتور محمد خليفة -
* شعر: هــلال الفــارعإِلى بَيْدَرٍ يَغْرَقُ الصَّمْتُ فيهِ،
وفي صَمْتِهِ يُسْتَفَزُّ
يَجِيءُ الْحَمَامُ صَباحَ مَسَاءَ.. وَيَمْضِي،
وفي الحَوْصَلاتِ جَفَافٌ تَخَثَّرَ
.. مُرٌّ ومُزُّ
إلى بَيْدَرٍ حَالِمٍ
كانَ قبلَ مُرورِ السَّبايا بِجُثَّتِهِ
عاشِقًا صاخِبًا،
فيهِ وَعْدٌ وَصَدٌّ ورَكْضٌ وقَفْزُ
يعود الحمامُ،
فَتَشْهَقُ في وجْنَتَيْهِ جُروحُ الدُّموعِ،
ولِلدَّمْعِ - حينَ تَغُصُّ بهِ العَيْنُ - حَزُّ
يَعُودُ كَسِيرًا.. ويَهْدِلُ:
كُنّا، وكانُوا..
وكانُوا، وكنَّا،
هُنا كانَ عِزُّ:
بُكاءُ الطُّفولةِ والكَرْكَراتُ،
وَبَوحُ الحياةِ، وَرَجْعُ الشَّتَاتِ،
وغَمْزٌ.. ولَمْزُ
هُنا كانَ حُلْمُ يَهُزُّ
فكيف استحال الْحَصَادُ نَحِيبًا،
وَأَوْغَلَ في الصَّمْتِ شَدْوٌ،
ومَاتَ على الْبُعْدِ لَوْزُ؟!
وكيفَ تَمُرُّ الخفافيشُ
في لَوْحَةِ اللَّيْلِ جَذْلَى،
وفي بَحْرَةِ القَلْبِ يَبْكِي الإوَزُّ
ويَصْعَدُ في حَلْبَةِ الرَّقْصِ
في كُلِّ يَوْمٍ
على كَتِفِ اللاجِئينَ دَعِيٌّ،
وَيَسْقُطُ مِنْ مِنْبَرِ الرَّفْضِ رَمْزُ؟!!
على مُلْتقى الخَفقِ بالأُفْقِ باتتْ شُجُوني
تُرَتِّبُ لي موعدًا - ليسَ يَأْتِي –
مَعَ الذِّكْرَيَاتِ،
فَيَزْدَادُ في الْجُرْحِ نَزُّ
ويُوغِلُ في عُنُقِ الأُمْنِيَاتِ الْقَتِيلةِ جَزُّ
وَيَخْفُتُ في القلبِ نَبْضٌ،
وَيَصْهَلُ عَجْزُ
لماذا تخيَّرَني الفَجْعُ والنَّازِعَاتُ،
أَفِي الحُزْنِ فَرْزُ ؟!!
على بَيْدَرٍ غارِقٍ في الأَسَى
رُبَّمَا أَلَْتَقِيكَ،
فَهَيِّئْ لذاكَ اللقاءِ عِنَاقًا طويلاً،
وَجِئْني،
وفي مُقْلَتَيْكَ دُمُوعٌ.. وخُبْزُ
أنا جائِعٌ يا ابنَ أُمِّي،
وجُوعُ المَنافِي
- لِمَنْ شَفَّهُ الْوَجْدُ - كَنْزُ
أنا جائِعٌ.. إِنَّما لَنْ أَمُوتَ،
فَفِي عُنُقي أنتَ حِرْزُ
على بَيْدَرٍ راحَ يَنْأَى.. تَوَقَّفْ،
وغادِرْ ظِلالَ الأَسَى،
وانْتَظِرْني،
ولا تَكْتَرِثْ إنْ تَجَوَّلَ في الْقَلْبِ وَخْزُ
أنا قَادِمٌ يا ابْنَ أُمِّي،
فَوَاصِلْ ثَبَاتَكَ،
إنَّا انْتَصَرْنا...
فَقَدْ خابَ نَفْيٌ..
وَأَخْفَقَ في رِحْلَةِ الْمَوْتِ لُغْزُ!!!!