المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكِ الله ... مساجِدَ الله !



هلال الفارع
04-08-2008, 07:32 AM
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1459_1173377425.jpg

لكِ الله ... مساجِدَ الله !
* شعر: هــلال الفــارع

مَسَاجِدَ اللهِ.. نوحي في بَوادينَا=واسْتَمْطِري مِنْ هَوانٍ صَدْحَ.. آمينا
وَأَذِّنِي في مَواتٍ ليسَ يوقِظُهُ=صَوْتُ الأَذانِ، ولا صَمْتُ المُصَلِّينا
والصَّمتُ مَوْتٌ، لذي مَجْدٍ، وذي شَرَفٍ=وَحُرمَةٌ، مَنْ أَتاها لا يُوالينا
تَهْفو إليكِ قُلُوبٌ رَجَّها وَلَهٌ=لِلَحظَةٍ مِنْ عَزيزِ البَأْسِ يَأْتينا
لا خالِدٌ، لا صلاحٌ، لا أخو شَرَفٍ=يَهُزُّ شامِخَةَ الراياتِ يُشفينا
كَأَنَّما عَقُمَتْ فَوقَ الثَّرى جُثَثٌ=مَبْتورَةُ النَّبْضِ، لا دُنيا ولا دينا
صَبَتْ إليكِ كِلابُ الغاصبينَ فما=يَرُدُّها عنكِ سَيْفٌ قائِمٌ فينا
ولا يَهُبُّ لِبَيْتِ اللهِ مُمْتَشِقٌ=رُجُولَةً، خَبَرَتْ فيها الميادينا
يا وَيْلَتاهُ لِعِرْضٍ باتَ مُفْتَرَشًا=نُؤْوي إليهِ نَجاساتٍ بِأَيْدينا
وَيُسْتَباحُ، ونحنُ الواقفونَ على=أَنَّاتِهِ، وَبِِأَيْدينا مواضِينا
بِئسَتْ صَنائِعُنا، واللهِ لو نَطَقََتْ=لَكَشَّفَتْ عُرْيَنا.. نحنُ الميامينا
إنْ نَمْشِ نَعْثَرْ، وإنْ نَصْمُتْ نَقُلْ سَفَهًا=والحُمْقُ أفْخَرُ مَعنًى في مَعانينا
ثاراتُنا؟ أَيُّ أُسْدِ في سَواعِدِنا=على ذَوي رَحِمٍ، أو في نوادينا
وبَأْسُنا بينَنا هَوْلٌ وَنائِبَةٌ=تَدورُ مِنَّا علينا، ليسَ تُخْطينا
فإِنْ أَناخَ العِدا فينا مَهابَتَهُم=ذابَتْ فَرائِصُنا، واعتَلَّ حَامِينا
حمائِمُ الأُفْقِ في ضَعْفٍ، وفي تَرَفٍ=والأُفْقُ تَّزْحَمُهُ الدُّنيا شَواهينا
تَوَحَّدَ الشَّرُّ والأشْرارُ وانْطَفَأَتْ=فينا الْحَمِيَّةُ، فاسْوَدَّتْ ليالينا
نَشُقُّ عنّا جيوبَ المجْدِ في هَوَسٍ=حينًا، ونَرْفُلُ في ثَوْبِ الخَنا حينا
نغفو على عِلَّةٍٍ في الروحِ قاتِلَةٍ=ولا نُفيقُ عَلى عِزٍّ يُواسينا
أهذهِ أُمَّةٌ كانتْ مآثِرُها=تَضوعُ في الأرضِ رَيْحانًا وَنِسرينا؟
أهذه أُمَّةٌ طارتْ عَزائِمُها=خيلاً، تُرَتِّبُ للزَّهْوِ العَناوينا
وَتُمْطِرُ الأُفْقَ وَشْيًا مِنْ سنابِكِها=وَتُبْطِرُ الشَّوقَ مِنْ أبْهى أمانينا؟
ما لي أراها مَسِيخًا سَفَّ، واضطَرَبَتْ=أركانُها، فهَوَتْ خِزْيًا يُغَشِّينا
شاهَتْ بَصيرَتُها، تاهَتْ قََصِيرَتُها=عاهَتْ نَصيرَتُها ذُلاًّ وتَخوينا
تَكادُ تُطْلِقُنا صُبْحًا يُجَلِّلُهُ=عارٌ، وَتُغْرِقُنا هَمًّا يُمَسِّينا
مساجِدَ اللهِ.. لا عُذْرٌ لنا فلقد=أدْمَتْ مَنابِرُكِ الثَّكلى مآقينا
وَحَرَّكَتْ هِمَمَ الأحْجارِ مِنْ زَمَنٍ=وَلَمْ تُحَرِّكْ لديْنا بَعْضَ ماضينا
يا ربِّ.. لُطْفَكَ، لا تَفْجعْ حَرائِرَنا=يومًا بِعِرْضٍ، ولا تُخْفِضْ نَواصينا
ولا تَكِلْنا- إِذا ما شِئْتَ نَكْبَتَنا -=إلى عَدُوٍّ، وَجَنِّبْنا السَّلاطينا
سَليطَةٌ بَعضُ كِلْماتي، ويائِسَةٌ=القَهرُ يقلِبُ في الشِّعرِ المَوازينا