المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا ظَبْيَتِي اقْتَسِمِي مَعِي رَجْعَ الْمَسَاءِ!



هلال الفارع
12-29-2009, 09:35 AM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/8036.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/8036.imgcache.jpg)

نقلت الأنباء أن جدار الفصل العنصري، في منطقة القدس، قد فصل بين غزالٍ وغزالته، وما زال الغزالُ يقف طوال الوقت خلف الجدار يُنادي أُنثاه.. وحين ملَّ الانتظار، وأعياه الوصول، أخذ يحفر في الأرضِ، علَّه يعودإليها، أو يُعيدها إليه!

يا ظَبْيَتِي اقْتَسِمِي مَعِي رَجْعَ الْمَسَاءِ!

*شعــر: هــلال الفــارع
شَوْقِي إِلَيْكِ مُغَمَّسٌ بِدَمِي،
وَدُونِي هَذِهِ الْجُدْرَانُ،
تشرَبُ لَهْفَتِي،
وَتَرُدُّ عَنْ قَدَمِي،
وَعَنْ نَهَمِي، السَّبِيلا
لا أستَطيعُ قراءَةَ الْمَطْمُوسِ
مِنْ قامُوسِ خارطةِ الطريقِ،
لألْتَقيكِ،
فَقَرِّبِي عَيْنَيْكِ، واقْتَرِبِي،
لأَقْرَأَهَا قَلِيلا
شَوْقِي إِلَيْكِ يُذِيبُنِي،
وَيُجِيلُ في عَيْنَيَّ
في صَمْتِ الدُّجَى قِنْديلا
وَيَسُومُنِي سُوءَ الْفِرَاقِ،
وَيَسْتَطِيلُ على الفَضَاءِ عَوِيلا
يا ظَبْيَتِي اقْتَسِمِي مَعِي رَجْعَ الْمَسَاءِ،
وَضَمِّدِي وَجَعِي،
وَجُرِّي أَنَّةَ النَّجْوَى إِلَيَّ طَوِيلا
وَقِفِي على رَأْسِ الْمَدَى،
وَخُذِي إِلَيْكِ رَتَابَتِي،
وَدَعِي لِهَاثَكِ يَسْتَحيلُ
على الْوِهَادِ صَلِيلا
هَاتِي يَدَيْكِ،
ففي فَمِي قُبَلٌ تَخَثَّرَ طَعْمُهَا،
وَأَحَالَهَا جَمْرُ الْفِراقِ عَوِيلا
اللَّيْلَةَ امْتَشِقِي الْهَوَاءَ، فَإِنَّنِي
سَأَصُبُّ فيهِ صَبَابَتِي،
وأَضوعُ فيهِ على الْوِهَادِ خُيُولا
ولَسْوْفَ أُلْقِي مِنْ مَشارِفِ رَجْفَتِي
شِعْرًا تَشَرَّبَ سُنْدُسًا، وهَديلا
ما زالَ عِنْدِي مُنْذُ شَرَّقَنِي الرَّدَى
حُلُمٌ يُسَاوِرُ في المَنَامِ قَتِيلا
وَيُعِيدُنِي جَسَدًا تَمَزَّقَ لَحْنُهُ
ما عَادَ بينَ العائِدِينَ رَسُولا
أنا ههُنَا،
مُنْذُ احْتِرَاقِ الْعُشْبِ والْمَرْعَى،
أُفَصِّلُ لِلسُّفُوحِ ثِيَابَهَا،
لكِنَّ هذَا النَّفْيَ أَعْيَانِي،
وَأَفْقَرَنِي هُطُولا
تَعَِبَتْ مِنَ التَّحْدِيقِ في الآفَاقِ أُغْنِيَتِي،
وَلَمْ أُفْلِحْ، فَأَنْشُرْ في المَدَى
لَحْنًا بَدِيلا
يا حُلْوَتِي،
لَمْ يَبْقَ لي،
مِنْ بَعْدِ ما انْسَدَّ الفَضَاءُ أَمَامَ قَافِيَتِي
سِوَى الإبْحَارِ في الأَنْفَاقِ،
كيْ أَسْتَلَّ مِنْ غِمْدِ الْحِصَارِ وُصُولا
اللَّيْلَةَ انْتَظِرِي جُنُونِي،
سَوْفَ آتي صَاخِبًا،
فَلَقَدْ شَبِعْتُ مِنَ الْسُّكُوتِ رَحِيلا
رَاقَصْتُ كُلَّ الأَرْضِ، إلاَّ أَنَّنِي،
لَمْ أُشْفِ مِنْ كُلِّ الْخُصُورِ لِسَاعِدَيَّ غَلِيلا
سَأَعُودُ،
لَوْنِي مِثْلُ لَوْنِ الْقَمْحِ في عَيْنَيْكِ،
فامْتَشِقِي إِلَى وَهَجِ اللِّقَاءِ حُقُولا
سَأَعُودُ، فانْتَظِرِي بَيَارِقَ عَوْدَتِي،
فلسوفَ أَزْرَعُهَا على وَجْهِ السَّحَابِ نَخيلا
وَلَسَوْفَ أُلْقِي مِنْ خُطَايَ، وَمِنْ دَمِي،
وَجَعًا ثَقِيلا!!