يَحــــــدُثُ فـــي غـــــــــزَّة ... قصيدة/ هلال الفارع

[هلال الفارع]

يَحــــــدُثُ فـــي غـــــــــزَّة ... !!

*شعــر: هــلال الفــارع

http://www.arabswata.org/forums/imgcache/3998.imgcache.jpg

[http://www.arabswata.org/forums/imgcache/3999.imgcache.jpg




أَتَحَدَّاكُمْ:
أَنْ تَأْتُوا اللَّيلةَ زَوجَاتٍ مِنْ حَيْثُ أُمِرْتُمْ،
أَوْ مَحْظِيَّاتٍ مِنْ حَيْثُ رَغِبْتُمْ - كَالْعَادَةِ -
أو أَنْ تَقِفُوا اللَّحْظَةَ في وَجْهِ الْمِرْآةِ قَليلاَ!

أَتَحَدَّاكُمْ:
أنْ تَسْتَمِعُوا لِلأَنَّةِ دَاخِلَكُمْ،
ثُمَّ تَصِيخُوا لِرُجُولَتِكُمْ،
وَهْيَ تُغَادِرُكُمْ؛
مِيلاً يَغْتَالُ على دَنَسٍ مِيلاَ

أَتَحَدَّاكُمْ:
أنْ تَقْتَرِبُوا مِنْ أَبْنَاءٍ وَبَنَاتٍ،
جاؤُوا للدُّنيا،
فَاكْتَشَفُوا أَنَّ العَارَ يُلاَحِقُهُمْ فيكمْ،
فَأَسَرُّوا في صَمْتٍ هذا العَارَ دَليلا
وَرَأَوْكُمْ، وَالْخِزْيُ يُجَلِّلُكُمْ،
فَتَمَنَّوْا لو جاؤُوا مِنْ عَدَمٍ،
وتمَنَّوا لو ما جَاؤوا،
أو وَجدُوا لِلْمَوتِ سَبيلا!

يا أَبْنَاءَ الفاتِحِ من شهْرِ الفَاجِرِ،
والغامِقِ مِنْ شَهْرِ التاجِرِ،
والمارِقِ مِنْ شهرِ "القاهِر والظَّافِرِ"
ما أعظَمَكُمْ في العُهْرِ صَهيلا!

يا آباءَ الغيطِ من القحطِ الأَرْذَلِ،
والخَيْطِ مِنَ الرَّهْطِ الأسْفَلِ،
والقَوْلُ يَفوقُ الوَصْفَ كَثيرًا، ويَزيدُ
يا إخْوَةَ "باراكََ" و"لِفْنِي" في الإرْضَاعِ،
بِثَدْيِ "النِّيدُو"
يا عُشَّاقَ الْغَرْقَدِ والكَأْسِ، تَعِسْتُمْ
ما أَجْبَنَكُمْ!
أنتمْ لستُمْ في السَّاحِ أَذِلاَّءً،
أَنتُمْ ذُلُّ يَرْقُبُ في العُمْرِ ذَليلاَ
أفٌّّ.. تُفٌّ .. ما أخزاكُمْ مِنْ تُجَّارٍ،
جيلاً يقطُرُ لِلتَّعْسِيلَةِ جيلا!

يا حِصَّةَ غَزَّةَ في الْجَنَّةِ،
هذا فَيْضٌ مِنْ غَيْضٍ،
فَأَميطِي كُلَّ الأبوابِ عَنِ الحَوْضِ،
فما زالَتْ قافِلَةُ الحُجَّاجِ بِغَزَّةَ تَمْضي،
وَ "تَشُدُّ الحَيْلَ" إِلَى اللَّهِ،
وَتَسْجُدُ في الدَّمِّ طَويلاَ

يا حِصَّةَ هذا العالَمِ في الْخِزْيِ،
سَتَشْبَعُ أَفْوَاهُ العالَمِ مِنْ:
عَرَبٍ عَرَّابينَ،
وَأَعْرابٍ عِبْريينَ،
وَ "عسْرَابِيلِيّينَ"
صُرَاخًا... وَعَويلاّ!

قُوْمي أُخْتَاهُ إِلى الجَنَّةِ، قُومي..
ما أَبْهَى وَجْهَكِ،
وَهْوَ يَفيضُ على الأَحْرَارِ أَصِيلا!
ما أَمْضَى حَدَّكِ،
وَهْوَ يُعَرِّي بَرَدَى والأُرْدُنَّ،
وَيُلْحِقُ بالْعَارِ النِّيلاَ!!!