الفدائيّـــونَ يبيعـــونَ السَّجائـــرَ على الرّصيف..!!

[هلال الفارع]

الفدائيّـــونَ يبيعـــونَ السَّجائـــرَ على الرّصيف..!!

*شعــر: هــلال الفــارع
عَلَى مَسْرَحِ الصَّمْتِ تَغْفُو الْمَلايينُ،
بينَ سَمَاءٍ مُحَطَّمَةٍ بِالْكُسُوفِ،
وَأَرْضٍ مُلَطَّمَةٍ بِالتَّلَطِّي

وَفي مسْرَحِ الْمَوتِ،
تَمْضِي الْقَوَافي،
وتَبْكِي السَّوَافي،
ويَنْزِفُ حِبْرُ الحُروفِ،
وَتُغْرَفُ أَحْبَارُ نِفْطِ

وَتَغْرُبُ كُلُّ البِدايَاتِ عَنَّا،
وَتَهْرُبُ كُلُّ النِّدَاءاتِ مِنَّا،
وَيَظْمَأُ وَقْعُ التَّنَهُّدِ فينا،
وَيرْشِفُ عِفَّتَنَا
- مثلَما يَشْتَهِي –
بَعْضُ رَهْطِ!

وفي مِثْلِ هذا الجُنُونِ الْخُرَافِيِّ،
تَعْلُو الْبُغَاثُ،
وَتَذْوي العَصَافيرُ،
مِنْ دُونِ شَرْطِ

وفي مِثْلِ هذا الجُنُونِ الخُرافِيِّ،
لا يَعْتَرِيني نُكُوصٌ،
عَنِ الحُلْمِ بالآتِياتِ،
ولكّنَّ فارِسَ حُلْمِي الَّذي كانَ يُعطِي،
تَرَدَّى،
وما عادَ يُعطِي

على مَسْرَحِ الأَرْضِ قامت معادلةُ الأرضِ،
في طرفين،
وَنَحْنُ إلى الكَسْرِ صِرْنا،
نَمُدُّ مَلايينَنَا البائِساتِ بِخَطِّ الأَسَى،
بينَ عَيْبِ مَقَامٍ،
وَعَيْبَةِ بَسْطِ

وَتَحْتَاجُ عَوْرَاتُنا كُلَّ حينٍ،
لِبَعْضِ غِطَاءٍ،
وَمَا مِنْ مُغَطِّ

فَنَعْتَادُ عَوْراتِنا الكَاشِفَاتِ،
وَنَمْضِي إلى الْعُرْيِ إِبْطًا بِإِبْطِ

وَنهْرَعُ عندَ التَّخَبُّطِ في اللَّوْنِ مِنَّا،
إِلى أَسْوَدِ اللَّونِ
أَو فاقِعِ الْكَوْنِ،
اَوْ فَاجِرِ الْقَوْلِ في الأهلِ .. حِنْطِي

على أَنَّ هذا الَّذي انْفَضَّ في الرُّوحِ،
ليسَ الطَّريدَ الحَزينَ،
وليسَ الشَّهيقَ الوحيدَ،
الذي في أَمَسِّ النَّزِيفِ
لِحَلٍّ وَرَبْطِ

أَلا إنَّ ما يَبْتَلِينِي،
وَيلْجِمُ في السَّاحِ لَحْنَ يَمِينِي،
ويَرْفَعُ ضَغْطِي

بُلُوغُ البَسَاطيرِ كُلَّ الحَلاقيمِ،
دونَ امْتِعَاضٍ،
وَدُونَ اعْتِرَاضٍ على جُبْنِ شَحْطِ

وإنَّ على مسْرَحِ الصَّمْتِ تَغْلِي الملايينُ،
لكنَّ مَوْسِمَنَا لم يَزلْ إبْنَ قَحْطِ

أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ تَغْشَى السِّياسَةَ،
والسَّاسَةَ الأَشقِياءَ،
الَّذينَ " استَقَامُوا " كثيرًا،
فَصَارَوا يَرَوْنَ التَّظاهُرَ في مَوْسِمِ الذَّبْحِ عُهْرًا،
وصارُوا يَرَوْنَ التَّنَفُّسَ كُفْرًا،
وَحُجَّةَ سُخْطِ

وَصَارَ الفِدَائِيُّ فيهم،
يَبِيعُ السَّجَائِرَ فَوْقَ الرَّصِيفِ،
وفي أَحْسَنِ الْحَالِ،
يُصْبِحُ شُرْطِي!