سَيُـــدَوِّنُ التَّاريـــخُ مـــا يَأْتـــي:

[هلال الفارع]

سَيُـــدَوِّنُ التَّاريـــخُ مـــا يَأْتـــي:


*شعــر: هــلال الفــارع


في ذَاتِ صُبْحٍ،
لَمْ يُفِقْ أَطْفَالُ غَزَّةَ
- مثلَ عادَتِهِمْ –
عَلَى وَقْعِ النَّدَى والضَّوْءِ فَوقَ صَفِيحِهمْ،
لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلنِّداءِ،
بِعَالِيَ الصَّوْتِ

نَامُوا جِيَاعًا.. كَمْ بَكَوْا !!
لَكِنَّهُمْ نَاموُا،
وَنَهْنَهَةٌ تُرَتِّبُ نَبْضَهُمْ شَيْئًا فَشَيْئًا،
بَعْدَمَا وَقَعُوا بِمَصْيَدَةِ النُّعَاسِ،
وَفَائِضِ الْكَبْتِ

لَمْ يَنْهَضُوا حينَ اسْتَوَى شَهْقُ الحليبِ،
على فَمِ الأَثْدَاءِ،
ظَلُّوا غَارِقينَ بِفائِضِ الصَّمْتِ

تَعِبَتْ مَنَاقِيرُ الرَّضَاعَةِ،
وَهْيَ تَخْطُبُ وُدَّهُمْ،
تَعِبَ اشْتِهَاءُ الأُمَّهَاتِ،
وَهُنَّ يُوقِظْنَ النَّهَارَ،
وكَرْكَرَاتٍ أَمْعَنَتْ في صَمْتِهَا،
لَمْ تَلْتَفِتْ لِتَوَجُّعِ الْبَيْتِ

نَامُوا كَثِيرًا،
لَمْ يُفيقُوا،
كَيْ تَشُمَّ الأُمَّهَاتُ بِصُبْحِهِمْ
بَلَلاً تَسَرَّبَ في ثَنَايا اللَّيْلِ فيهِمْ،
قَدْ يُعَلِّلُ مُنْتَهَى السَّكْتِ

نامُوا أخيرًا،
بَيْنَمَا تَمْتَدُّ في أَحْلامِهِمْ،
خَلْفَ الفَصِيحَةِ "بُقْعَةُ الزَّيْتِ"!
وَيَصيحُ في أَعْراقِهِمْ،
رَهَقُ الفَجِيعَةِ،
وَاسْتِطَالَةُ هَجْمَةِ الْمَوْتِ

سَيُدَوِّنُ التَّاريخُ:
أَنَّ "الجُمْعَةَ" الْخَرْسَاءَ،
قَدْ سَقَطَتْ مِنَ التَّاريخِ سَهْوًا،
كَيْ تُدَوَّنَ صَفْحَةُ "السَّبْتِ"!!