المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعــــوة إلـــى الصَّمـــت!



هلال الفارع
03-15-2009, 06:47 AM
دعــــوة إلـــى الصَّمـــت!
*شعــر: هــلال الفــارع
بِمَاذَا تُدَارِينَ فيك انْتِهَائِي،
إِذَا مَرَّ ذِكْرُكِ،
أَو لاحَ طَيْفُكِ،
أو لُحْتِ حِينَا؟
وماذا تُسَمِّينَ قَتْلِي اشْتِهَاءً،
وَنَزْفِي أَنِينَا؟
لماذا يُلاحِقُنِي الشِّعْرُ فيكِ،
وقد كانَ قَبْلَكِ سِرًّا عَزيزًا،
وَكَنْزًا دَفِينَا؟
لماذا تَهَاوَتْ عليَّ الْقَوافِي،
وَمِنْ قَبْلُ كانتْ خَيَالاً جَدِيبًا،
وَحَرْفًا حَرُونَا؟
وَمَاذَا أَقُولُ إِذَا ما سُئِلْتُ؟

... أُحِبُّكِ؟
هل نحنُ كالآخَرِينَا؟

... أُحِبُّكِ؟
هل ذاكَ يَكْفِي،
وفيكِ خُلُودِي وحَتْفِي،
وفيكِ ابْتَدَأْتُ،
وفيكِ انْتَهَيْتُ،
وفيكِ رَضَعْتُ الزَّمَانَ حَنِينَا؟!

... أُحِبُّكِ؟
هلْ أَقْفَرَتْ كُلُّ هذي الْقواميسِ،
أمْ ماتَ فيها الرَّحيقُ،
أمِ اغْتَالَتِ الْمُفْرَدَاتُ الفُنُونَا؟

... أُحِبُّكِ؟
أَرْفُضُ هذا التَّصَلُّبَ في الْحَرْفِ،
إِنِّي أُريدُ الحُرُوفَ على شَفَتَيَّ عَجِينَا
وَأَعْتَبُ...
كَمْ قَصَّرَ الْحَرْفُ فِينَا!
فَلَيْتَ بقلبي لِسَانًا،
وليتَ الْحُرُوفَ تَكُونُ،
كم الْقَلْبُ يَهْوى لها أن تَكُونَا
ولا يَسْتَوِي الْحَرْفُ والنَّبْضُ،
شَتَّانَ بينَ الذي تَلْفُظِينَ،
وبين الذي تَبْتَغِينَا

... أُحِبُّكِ؟
ليسَ لَهَا أيُّ معنًى،
فما في فُؤَادي يَفُوقُ الْجُنُونَا
وما في فُؤَادِي يُذيبُ اللُّغَاتِ،
ويَمْحُو السِّنينَا
فَماذا وَرَاءَ الْحُرُوفِ،
يُصَاغُ قَصِيدًا جَديدًا بِهِ تَرْفُلِينَا؟

... أُحِبُّكِ؟
لَنْ أَرْتَضِي التَّسْمِيَاتِ،
دَعِينا مِنَ التَّسْمِيَاتِ.. دَعِينَا
أَنا قد عَجَزْتُ،
فَسَمِّيهِ أَنتِ كَما تَرْغَبِينَا
ولا تُنْكِرِي فيكِ صَمْتِي، فَإِنِّي
أُفَتِّشُ عَنْ لُغَةٍ تَحْتَوِينَا
وَإِنِّي دَعَوْتُكِ لِلصَّمْتِ،
هلْ تَقْبَلِينَا؟!